بقعة مضيئة وسط مبان بالطوب الأحمر وأسطح عشوائية وحوائط متلاصقة، باتت متنفساً لأهالى عزبة خيرالله، يبدع فيها الأطفال أجمل اللوحات، وتقام بها العروض المسرحية والورش والدورات التدريبية، لخدمة أبناء المنطقة. تصميم مبنى مركز دوار العزبة الثقافى، التابع لشركة دوار للفنون، التى تهتم بتنمية المجتمعات المهمشة، لم تكن بالمهمة السهلة، وفقاً للمهندس أحمد حسام سعفان، المسئول عن التصميم والإشراف، خاصة أنه كان حريصاً على تصميمه بطريقة معمارية ملهمة: «المبنى يقصده أطفال وسيدات، وتقام به نشاطات اجتماعية عديدة، فكان ضرورياً أن تكون ألوانه مبهجة، ومرحباً ومتسعاً للزوار».
حاول «أحمد» تنفيذ لغة معمارية جديدة وجذابة، واستغرق ما يقارب الثلاثة أشهر فى مرحلة التصميمات، قبل أن يباشر التنفيذ المهندس حسام عربى: «حرصت على استخدام الخامات الموجودة فى العزبة مثل الأخشاب والصاج، وأعددت دراسات متعلقة بالإضاءة والرياح وطبيعة واحتياجات الأهالى، فظهرت الجدران الخارجية باللون الأصفر الزاهى، لتكون جذابة، وفى نفس الوقت تعكس الطاقة الشمسية، والسقف به ألواح للطاقة الشمسية، لتوفر طاقة كهربائية للمبنى»، بحسب «أحمد». أما مرحلة التنفيد، فقد استغرقت من ٨ إلى ٩ أشهر، كما ذكر «أحمد»، واعترضها بعض العوائق، تتعلق بالميزانية، ما أدى للاستغناء عن بعض التفاصيل، فى مقابل التمسك بأمور أخرى: «أبرز زوار المبنى من الأطفال، فحرصت على وجود الرسوم على الواجهة، كما توجد شبابيك صغيرة، لها علاقة بالخصوصية وأعمار الأطفال، الذين يطلون منها، إلى جانب الضوء المتسلل منها، بما يراعى جودة الفراغ الداخلى». تفاعل كبير من أهالى عزبة خير الله لمسه «أحمد»، خلال مرحلة التنفيذ، وبعد أن شهد المركز الثقافى النور، خاصة أنه يلعب دوراً مجتمعياً يفتقده سكان المنطقة، ويأمل فى تكرار التجربة فى مناطق أخرى: «وجود مبنى ثقافى ترفيهى سيكون بمثابة وردة تتفتح وسط العشوائيات، بخلاف منظره الحضارى».
تعليقات الفيسبوك