بروفايل| محمد السواركة سلسال الشهادة
أول مواطن مصرى من أبناء قبائل البادية بسيناء يلتحق بكلية الشرطة، وأول من يتخرج فيها، ليعمل فى صفوف قوات الأمن زميلاً للعشرات من أبناء مدينة العريش وبئر العبد داخل سيناء، إذ لم يكن غريباً أن يختار الشاب محمد سلمى السواركة المولود فى عام 1961 بقرية الشلاق بمركز الشيخ زويد الالتحاق بكلية الشرطة، وهو الذى شهد انضمام عدد كبير من أبناء قبيلته لمنظمة سيناء العربية، التى كانت تنفذ عمليات عسكرية ضد العدو الصهيونى، فقرر فور حصوله على شهادة الثانوية العامة عام 1978 أن يدخل كلية الشرطة.
لم يكن الوضع فى سيناء مستقراً، حيث كانت شبه الجزيرة لا تزال فى قبضة إسرائيل، وعلى هذا سلم «السواركة» نفسه لـ«الصليب الأحمر»، الذى نقله مع زملائه إلى مدينة القنطرة، ومنها للقاهرة لتبدأ رحلة الالتحاق بكلية الشرطة، فينجح الشاب فى اجتياز كل الاختبارات، بل ويتفوق فيها، قبل أن يبدأ مرحلة الدراسة بجدية شديدة تلازمه حتى يتخرج ويعمل ضابطاً فى قطاع الأمن المركزى بالقاهرة، ثم الإسماعيلية حتى تم نقله إلى قطاع الأمن المركزى بالعريش منذ ثمانينات القرن الماضى، وبقى فيه حتى صعدت روحه إلى بارئها.
بابتسامة رائقة ووجه مطمئن، استقل العميد محمد سلمى عبدربه السواركة سيارته نصف النقل البيضاء مع صديقه عمرو صالح، العميد بالقوات المسلحة، مقبلاً من قطاع الأمن المركزى برفح، ومتجهاً إلى مسقط رأسه بقرية الشلاق بالشيخ زويد، وقبل وصولهما إلى البيت مباشرة، استوقفهما عدد من الإرهابيين بكمين الشعراوى وحاولوا خطف «سلمى»، ثم أطلقوا عليه الرصاص مع رفيقه ولاذوا بالفرار.
لم يستثن التكفيريون بالشيخ زويد ابن بلدتهم من القتل ورصدوا تحركاته وأردوه قتيلاً بالقرب من بيته، الذى ولد ونشأ به، مع أن تاريخه الشرطى لم يسجل عملية تعذيب واحدة، أو إهانة لمواطن طوال فترة عمله بوزارة الداخلية بشهادة أهالى شمال سيناء، وكان محبوباً من الجميع، يحب مهنته بشدة رغم المخاطر الثقيلة التى تواجهها الشرطة فى شمال سيناء، وظن أنه لن يأتى اليوم الذى يوجه فيه أبناء منطقته السلاح ضده، رغم التهديدات التى كان يتلقاها باستمرار من الإرهابيين هناك.
تدرج السواركة فى المناصب إلى أن وصل لرتبة عميد وقائد لقطاع الأمن المركزى بوزارة الداخلية لتأمين الحدود، ويشهد ملفه الوظيفى أنه كان مثالاً يحتذى به فى الانضباط والأمانة طوال خدمته فى قطاع الأمن المركزى، بالإضافة إلى إشادة كل الضباط والجنود والأفراد العاملين معه بأخلاقه الطيبة وسمعته النظيفة ليكمل سيرة أقاربه من الأبطال المجاهدين ضد العدو الإسرائيلى بعد احتلال سيناء فى عام 1967.
ينتمى العميد الشهيد إلى قبيلة السواركة عشيرة الدهيمات، وتعد قبيلة السواركة من أكبر القبائل عدداً فى سيناء، والتى تنتمى فى أصلها إلى الصحابى الجليل عكاشة بن محصن، ويخرج من هذه القبيلة 8 عشائر، هى: «الدهيمات»، و«المنايعة»، و«الجريرات»، و«السلاميين»، و«المقاطعة»، و«المنصوريين»، و«العرادات»، و«الزيود».
الأخبار المتعلقة
سيناء.. أرض «المعركة مفتوحة» مع الإرهاب
قبيلة «السواركة» تدفن شهيدها.. وترفض تقبل العزاء
التحريات: «بيت المقدس» اغتالت العميدين رداً على مقتل «المنيعى»
الآلاف يشيعون جثمان «العميد عمرو» فى الدقهلية
قيادى جهادى يدعو إلى تعطيل قناة السويس وشل الطرق.. وخبراء: مستحيل