ربنا بعت لنا «فرصة».. بالحظر الذى فرضته أوروبا وأمريكا على روسيا، وروسيا قررت المعاملة بالمثل، وأغلقت أبوابها أمام المنتجات الغذائية الغربية (الاتحاد الأوروبى، أمريكا، أستراليا، كندا، النرويج)، ولهذا بوتين طلب من السيسى منتجات غذائية مصرية، لسعرها المعقول، ولطعمها الذى يناسب ذوق المستهلك الروسى، ولزيادة التبادل التجارى بين البلدين. فرصة لا تتكرر.. دولة تطلب منتجات مصرية، وتفتح أسواقها أمامنا، هذا لا يحدث بأى سوق فى العالم.. فالعالم كله يزرع ويُصنِّع، ويُنتج، والمشكلة دائما فى التسويق،.. وها هى سوق مفتوحة لنا على مصراعيها.
السؤال: هل نحن مستعدون؟ وماذا نفعل؟ ومن هو المسئول عن الخطة؟ خطة زراعة مساحات جديدة من الخضراوات، ومنتجات الألبان والجبن والمربات وغيرها. والباقى من الزمن 90 يوماً.. فالجليد والثلوج ستكسو الأراضى الروسية بعد شهرين، ويبدأ عطش الأسواق هناك!! (رمان، موالح، بطاطس، بصل، جزر، وحتى البنجر + مصنعات لحوم، ألبان وأجبان.. إلخ).
معلوماتى أن الأردن، باكستان، الهند، والصين، وحتى المغرب يستعدون من الآن لغزو الأسواق الروسية بمنتجاتهم الزراعية والغذائية.. «ونحن نائمون فى العسل»، ووزارة الزراعة والتجارة فى البطاطا!.. ولهذا أتوجه بكلامى للسيد الرئيس..
صباح الخير سيادة الرئيس:
بعد 3 شهور من الآن سيحدث التالى: كل ما يصلح من منتجاتنا الزراعية، حتى «الفرزة»، سيتم تصديره إلى الأسواق الروسية.. لأنهم هناك سيغمضون عيونهم عن المواصفات القياسية، ويقبلون الدرجة الثالثة والرابعة.. وبالتالى سيقل المعروض من منتجات زراعية وغذائية فى مصر، مما سيؤدى إلى «تسونامى» يشعل حريق الأسعار هنا، فيصل كيلو البصل إلى 10 جنيهات، والثوم الأحمر 40 جنيهاً.. وهكذا فى كل المنتجات الغذائية لزيادة الطلب عليها من المصدرين المصريين الذين سيتضاعف عددهم هذا الموسم، وسيدخل كل من هبّ ودب. (وربنا يستر من الغشاشين، والمرتزقة).
السؤال: ماذا نفعل، وما هو المطلوب؟
والإجابة: سيادتك تعمل اجتماع فوراً، مع كل من: اتحاد المنتجين والمصدرين + جمعية هيا + ممثلى اتحاد الصناعات شعبة المواد الغذائية + وزارة الزراعة + اتحاد النقل البحرى والبرى + مصر للطيران + التثميل التجارى خاصة ملحقنا التجارى فى موسكو + وكل من له علاقة بالموضوع + جهة سيادية للمتابعة، باعتبار أنه موضوع أمن قومى، ممكن أن يتسبب فى اضطرابات ومظاهرات واحتجاجات فى الربيع المقبل، أو على الأقل تضيع منا فرصة ذهبية لن تتكرر.
والهدف من هذا الاجتماع هو:
1- تحديد البيانات والأرقام للأصناف والكميات والأنواع المطلوبة والتوقيتات، وكيفية نقلها حتى الموانئ والأسواق الروسية (مصر لا تملك رصيفاً فى الميناء هناك مثل باقى الدول).
2- ما المساحات المطلوب زراعتها للاكتفاء الذاتى وللأسواق الخارجية، والمشكلات التى تواجه التصنيع حتى نضاعف إنتاجنا التصديرى، ودور الحجر الزراعى، والرقابة على الصادرات وغيرها من أجهزة معظمها فاسد.
3- ما كميات «التقاوى» التى سنحتاجها للزراعة (بعد 30 يوماً) وبما أننا نستورد 99% من التقاوى فلا وقت نضيعه قبل أن تباع كل التقاوى هناك، فلا نجد ما نحتاجه ولا بضعف الثمن العادى. (وزير الصناعة بيقول لك إن شاء الله بإذن الله هيروح موسكو فى 16 سبتمبر يشوف عايزين إيه مننا)، ولماذا لا تعرف بالإيميل أو الفاكس فى 1/2 دقيقة؟ وأين التمثيل التجارى التابع لجنابك؟
4- ليس لدينا خطوط ملاحية، ولا رصيف هناك.. فكيف ننسق مع السفير والملحق التجارى الروسى فى القاهرة لخلق منظومة عمل مشترك، لتسهيل وصول المنتجات المصرية لأسواقهم ونطرح عليهم مشاكلنا المشتركة، وفرصة لنا نطلب «رصيفاً» خاصاً لمنتجاتنا مثل الباكستان وحتى الأردن.
5- إذا أحضرنا التقاوى من الخارج، وزرعنا، وأنتجنا، ونقلنا، واحتللنا 30% من الأسواق الروسية، ونجحنا فى الالتزام بالمواعيد، والاستمرارية، واحترام الجودة.. لن يستطيع أحد إخراجنا أو زحزحتنا سم، حتى لو رفعوا الحظر، وعادت أوروبا وأمريكا للأسواق الروسية، وسنظل هناك لسنين طويلة إلا إذا تراكمت أخطاؤنا، وهذه هى طبيعة الأسواق العالمية، وهذا يستلزم رقابة صارمة على وارداتنا من التقاوى لنضمن خلوّها من الأمراض والأعفان، وعلى صادراتنا من الغش والخلط والاستهبال المصرى.
سيدى الرئيس: إنها فرصة تاريخية لمنتجانتا، وعلى كل الأطراف أن تتعاون، وتقدم لك ورقة من 3 سطور خلاصتها: كيف ننتهز هذه الفرصة لعدل الميزان التجارى المعووج لصالح روسيا، بشرط عدم التأثير على جيوب وبطون الـ90 مليون مستهلك مصرى.
(فى2013 استوردنا منهم بـ2.5 مليار وصدَّرنا لهم بـ1/2 مليار)، وبالمناسبة «أم الدنيا» التى اخترعت الزراعة، وكانت مخزن الغلال للرومان.. تستورد 60% من غذائها، وكل صادراتها الزراعية لكل دول العالم بـ2 مليار دولار. (المغرب بتصدر بيهم سردين وأسماك مدخنة، وبوركينا فاسو بتصدر بيهم قطن وفاصوليا)!!
لماذا أكتب هذا الكلام؟
لأن البيه رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة المهندس حمدى عاصى صرح لـ«دوت مصر» الجمعة الماضى: بأن «القيمة المتوقعة للصادرات إلى روسيا وحدها ستصل إلى 5 مليارات يورو».. بذمتك ودينك هل هذا كلام مسئول؟.. وإلى متى سنظل نضحك على أنفسنا وعلى الناس؟.. ومن يسائل مثل هؤلاء الهجاصين؟
فكرة بعيداً عن الموضوع:
لماذا لا يتولى رئيس هيئة قناة السويس التنسيق بين الخارجية وإدارة الهجرة بوزارة العمل، ومصر للطيران، وممثلى الجاليات المصرية بالخارج، لدعوة مئات وآلاف من أبناء «الجيل الثانى» والثالث من المهاجرين والمغتربين لزيارة مشروع قناة السويس، ليلتقطوا صوراً مع البلدوزارات واللوادر والحفارات والعمال والمهندسين، ويستنشقوا هواء مصر المخلوط بترابها ورمالها فيختلط بدمائهم، وصورة تذكارية جماعية مع رئيس الجمهورية.. وكل أب وأم فى المهجر سيشترى باسم ابنته وابنه شهادة بألف يورو أو دولار.
فالجيل الثانى منهم الآن من بدأ يسطع نجمه فى سماء العواصم العالمية فى العلوم والفنون والآداب والرياضة والسياسة، وكل واحد منهم سيصبح سفيراً مساعداً وممثلاً لنا هناك بدول المهجر، ومنهم يمكن عمل «لوبى» مصرى، ينفعنا فى المستقبل، فالمستقبل لن يبنيه سوى سواعد وعقول ومدخرات المصريين بالخارج والداخل، من الجادين والواعين، ونحن قدها وقدود مهما سنواجه من صعوبات أو سلبيات.