بدون كاميرات باهظة الثمن ولا استديوهات يتكلف إنشاؤها آلاف الجنيهات ودخولها والخضوع لجلسات تصوير بها آلاف أخرى، تنشر المصورة الشابة «رودينا كامل»، الفرحة وترسم الابتسامة بين كل من يريد أن يخضع لجلسة تصوير يخرج منها بمجموعة من الصور التي تسعده بشكل كبير بعد أن يتحقق له تمام الرضا عن تلك الصور، مستخدمة في ذلك الكاميرا الخاصة بهاتفها بعد أن تصطحب عملاءها إلى أحد الأماكن ذات المناظر الجمالية التي تملأ محافظتها الإسكندرية، مقابل 50 جنيها فقط كسعر لجلسة التصوير تلك.
رودينا كامل، مصورة شابة وطالبة بالفرقة الثانية بكلية الخدمة الاجتماعية وتعيش بمحافظة الإسكندرية، وبدأت حكايتها مع عالم التصوير منذ أن كانت طالبة بالمرحلة الإعدادية، حيث كانت تحب أن تلتقط صورا لأصدقائها وأي منظر أو مشهد جمالي واقعي تقابله في أي مكان، لكن الأمر لم يكن يمثل لها إلا مجرد هواية ولم تفكر يوما أن تمتهنه حتى أقنعها خطيبها وأصدقاؤها بضرورة احتراف العمل بهذا المجال وتطوير مهاراتها به أكثر، حسبما تحكي المصورة.
الأم رفضت عمل نجلتها في البداية
وتقول «رودينا» في حديثها مع «الوطن»: «أمي رفضت وقتها لأنها كانت رافضة مبدأ الشغل للبنت من الأساس، فبدأت أصور بموبايل واحدة واحدة الناس اللي أعرفها بس أو لو حد تبع أصحابي».
وبعد أن أقدمت الطالبة الجامعية على تلك الخطوة لاحظت تشجيعا كبيرا من كل جميع من حولها وطالبوها أن تنشأ صفحة لأعمالها من التصوير على «فيس بوك» حتى يتواصل معها كل من يرغب أن تصوره.
وحتى تحقق المصورة شهرة سريعة لها كانت تلجأ لتصوير كل من يرغب في التصوير بدون أي مقابل مادي شرط أن يوافق على عرض صوره على الصفحة الخاصة بها، وهو ما جاء بنتيجة جيدة وسريعة: «لما كنت بنشر الصور دي على صفحتي، لقيت ناس كتير بتسأل عن الأسعار، ومتوقعين أن سعر السيشن بيعدي الـ 300 جنيه».
سيشن بـ 50 جنيه
وحين استمعت المصورة لهذه الأسعار التي يتوقعها عملاؤها الذين يلجأون إليها، عرفت أن أسعار جلسات التصوير مرتفعة للغاية وهذا ما يمنع الكثيرون من الخضوع لجلسة تصوير رغم رغبتهم الكبيرة في تحقيق ذلك.
وتضيف «رودينا»: «أنا أه كنت عايزة اشتغل وأحقق حلمي كمصورة محترفة، بس كمان عايزة أفرح الناس بصور تسعدهم، فقولت هصور السيشن بـ 50 جنيه بس، عشان كل الناس تقدر تتصور صور حلوة ونضيفة».
عامان من النجاح
ورغم الاعتراضات التي واجهتها المصورة الشابة من والدتها في المقام الأول التي ترى أن هذا المبلغ لا يكافئ ولا يتناسب مع المجهود الكبير الذي تبذله ابنتها، بالإضافة إلى الانتقادات والهجوم الكبير التي تعرضت له من بعض المصورين الكبار بهذا المجال، إلا أنها أصرت على هذا السعر منذ أن بدأت في عالم التصوير الاحترافي قبل العامين وحتى الآن: «مكملة بنفس السعر وفي خلال سنيتن صورت مئات ويمكن آلاف الناس، وبيجيلي ناس من كل المحافظات أصورها».
تصوير بالموبايل
وتتمنى المصورة الشابة أن تتطور بهذا المجال أكثر وأكثر، كما تتمنى أن تساعد كل من يرغب العمل بهذا المجال أن يبدأ باستخدام كاميرا الهاتف الخاص به كما بدأت، مضيفة في نهاية حديثها مع «الوطن»: «ناس كتير نفسها تبدأ في المجال ده بس موقفة حياتها على مبدأ أن التصوير يعني كاميرا، عايزة فكرتهم تتغير عن التصوير عشان التصوير هي الحاجة اللي بتلقط اللحظة الحلوه اللي انت فيها وبس، أيا كان الوسيلة اللي هتستخدمها عشان تلقط بيها اللحظة دي».
تعليقات الفيسبوك