«طه» صعيدي انتقل لقاهرة المعز عشان عيون الكاميرا (صور)
طه
«نقاوم ما نحب ونتحمل ما نكره».. لافتة بيضاء معلقة على الجدران، يُعليها أخرى مزخرفة مكتوب عليها «لأنك تستحق كل جميل»، أسفلهما أنتيكات وساعات حديدية قديمة، تجذب العين لها، فهي جمل تترد في مسامع الكثيرين، من كلمات الفليسوف والكاتب والطبيب المصري الراحل مصطفى محمود.
«نداهة ماوراء الطبيعة»، أجبرته على ترك مسقط رأسه بمحافظة قنا، قاصدًا قاهرة المعز في سبيل إثبات ذاته وتكوين مستقبله المهني، فضلا عن تحسين نوعية الحياة التي كان يحلم بها منذ الصغر، عشقه للكتابة وفن التصوير، كانتا هما الوسيلتان التي دفعته إلى المجازفة بكل ماهو جميل في بلدته التي عاش بها.
«طه عبيد» شاب عشريني، يحرص على اقتناء القطع الفريدة، و جمع الأنتيكات القديمة و بخاصة الساعات التي يعشقها حتى الثمالة، لم ينجذب أبدًا للأشخاص أصحاب الطاقة السلبية، فجميع أصدقاؤه تُرسم على شفاهم الابتسامة، وتمتلك قلوبهم روح الدعابة الممزوجة بالأمل والتفاؤل.
يروى«طه» قصته لـ«الوطن»: «تركت مسقط رأسي بـمحافظة قنا و انتقلت إلى محافظة القاهرة عشت وتعايشت، أحببت الحياة هنا كثيرا احترفت التصوير الفوتوغرافي الذي يعد أقرب الهوايات إلى قلبي، أجد متعة لا يضاهيها أخرى حين التقاط الصور الفوتوغرافية، تركت التعليم قبل فترة و لكنني سأستكمل رحلتي التعليمية، مستقبلا أقوم ببيع الانتيكات، أما حاليا احترف الشعر بالعامية»، مضيفًا أنه كتب ديوان شعر بعنوان «شوارعكي»، ومن المقرر إلقائه على ساقية الصاوي في أول شهر أغسطس المقبل.
وتابع: «أبرز الداعمين لي أناس لا أعرفهم ولا يعرفونني، وجدوني شاب لديه شغف للحياة فقرروا دعمي وتشجيعي، وهو ما يعد أسمى هدف بالنسبة لي لاستكمال حياتي»، موضحًا أن لقاء الأشخاص الذين يحاوطهم اليأس والاكتئاب من كل مكان، أبرز الصعوبات التي يواجهها في حياته.
و عن موقف أسرته يقول «طه»: لم يكونوا مؤمنين إيمان كافى بما أسعى إليه و كانوا مختلفين معي، معتبرين أن النجاح المادي هو الأفضل كونه يتمثل في الخلود و العيش لأطول فترة، وكانوا مختلفين على ما أفعله لكنني سمعت كلام قلبي و سرت وراءه حتى اقتنعوا إنني على صح»، مشيرا إلى أن نفسه هو المثل الأعلى له، قائلا: «ليس هناك آخرين مثلا لي».
وأردف:« قمت بتربية حيوانات أليفة البطة، الديك والعصافي، وحرصت على الإقلال من البشر السلبيين الذين يعطونا طاقة سلبية أو يعيدوننا خطوة للوراء، وعلى الرغم من ذلك أنا أفضل شخص يتعامل مع البشر».
طه: التصوير سبب اكتشافي لذاتي
واستطرد قائلا: « قررت أن أخذ الشهادة وهركنها، وهكمل في المجال الذي أحبه وهو الشعر و التصوير الفوتوغرافي، فالتصوير كان سببا في اكتشافي لذاتي، و أعرف أنا إيه، لذا أهتم بتجسيد الحياة اليومية للمصريين».
«طه»: صرفت كل قرش حوشته على المنزل
ومن جانبه، يعتبر «طه» الدكتور مصطفى محمود أكثر شخصية شكلت شخصيته، قائلا: «ظللت لمدة عام أقوم بتطوير المنزل الذي أقطن فيه، و لم أحوش مبلغ مالى مطلقًا، وكنت حريص على جمع الفلوس لتطوير سكني شيئا فشيئا، بالإضافة للاهتمام بالزراعة عملا بالمثل الخاص بي «قلل ناس زود زرع»، كما أحرص على اقتناء ساعة من كافة أنحاء العالم».