الصيد الجائر يُهدد الثروة السميكة بالأقصر.. و«الاستاكوزا» تغزو النيل
الجمعية التعاونية بالأقصر: كميات الأسماك انخفضت بنسبة كبيرة عن السابق
أحد الصيادين في مياه النيل يرمي الشباك
«أسماك متنوعة تعلو سطح المياه وتنخفض مرة أخرى بنهر النيل، لكن مع مرور الوقت زاد منسوب نهر النيل مما جعل كمياتها أقل من السابق ليصبح البلطي هو المُسيطر الوحيد هذه الفترة على مياه نهر النيل، ثم أسماك الاستاكوزا التي ظهرت بدون إنذار»، هذا ما أكده العاملون في مهنة صيد الأسماك في نهر النيل بمحافظة الأقصر.
انخفاض في أسماك البلطي.. والاستاكوزا تغزو المياه
«حاليا ضعفت كمية الأسماك الموجودة في نهر النيل عن الفترات السابقة، نتيجة زيادة منسوب مياه نهر النيل مؤخرًا عن السابق»، هكذا بدأ جلال محمد، صياد، حديثه مع «الوطن»، عن معاناة العاملين في مهنة الصيد هذه الفترة، لافتا إلى أن جميع الصيادين حاليًا يعملون في صيد استاكوزا المياه العذبة، وهي تختلف تمامًا عن استاكوزا المياه المالحة في الطعم واللون والحجم، وكذلك السعر، خاصة مع انخفاض كمية وأنواع الأسماك الموجودة في نهر النيل بمحافظة الأقصر هذه الفترة.
ويوضح مستكملًا «خلال الفترة الماضية وتقريبًا منذ 5 سنوات، كانت تتوفر في مياه نهر النيل العديد من أنواع الأسماك المختلفة، سواء البياض، البوري، القراميط، البلطي، وغيرها من الأنواع الأخرى التي يحرص الصيادون على اصطيادها بشكل يوم»، مؤكدًا على زيادة كميات الأسماك في ذلك الوقت، حيث يمكنه صيد أكثر من 15 أو 20 كيلو في المرة الواحدة، على غير الوضع الحالي والذي قل عن السابق نتيجة انخفاض كميات الأسماك في نهر النيل، وانخفضت لـ 2 و3 كيلو في المرة الواحدة التي يقوم بالصيد فيها.
الاستاكوزا ظهرت من خمس سنوات
وعن الاستاكوزا يستكمل «جلال» حديثه قائلًا: «ظهرت منذ حوالي 5 سنوات دون معرفة سبب تواجدها في نهر النيل وأساس هذا التواجد، هل تم إلقاء زريعة أم لا، ولكون الصيادين لا يعلمون ماهيتها حينذاك كانوا يرمونها مرة أخرى في المياه في حالة خرجت في شباك الصيد»، لافتًا، «فيما بعد وبعدما فهم الصيادون نوعها وأصبحت أكثر أنواع الأسماك تواجدًا في نهر النيل هذه الفترة، ويمكن صيد حوالي 12 و15 كيلو في المرة الواحدة حسب حالة المياه، ولكن في حالة كانت المياه منخفضة يمكن فقط صيد 5 أو 6 كيلو منها في اليوم الواحد، ويتم بيعها عقب ذلك بـ 33 جنيها للكيلو الواحد، بعدما كان الكيلو منذ سنوات بـ 10 جنيهات، حيث علم الجميع قيمتها ويتم صيدها وتصديرها».
عم فرج: بصطاد من 9 سنين والسمك قليل لكن ماشية بأمر الله
الحج فرج أحمد، يعمل صيادا منذ أكثر من 9 سنوات في نهر النيل، واعتاد على تلك المهمة حتى أنه رفض جميع الفرص التي كانت تعرض عليه بالعمل في الوحدات المحلية داخل المركز، لافتًا إلى أنه يمكن أن يصطاد في اليوم الواحد حوالي 3 كيلو فقط من أسماك البلطي الصغيرة الحجم ويقوم بيعها في أحد الأسواق ولزبائن محددة، رغم أنه في السابق كان يمكن صيد أكثر من 15 كيلو في اليوم الواحد ولكنها «ماشية بأمر الله»، بحسب وصفه.
وعن إمكانية عمله في أي مهنة أخرى، يؤكد «عم فرج»، على عدم قدرته على العمل في المهن الأخرى لحبه لمهنة الصيد، رغم أنه عُرض عليه عدة مرات العمل في مجلس المدينة بالوحدة المحلية، لكنه كان دائم الرفض، فهو اعتاد المياه واعتادت عليه، رغم أن يوميته قد تصل فقط إلى 10جنيهات في اليوم، وفي عمله الجديد كان يمكن حصوله على 150جنيها، لكنه «راض بـ قليله» بحسب قوله.
ويستكمل عم فرج حديثه عن أسعار الأسماك فيقول، إن أسعار الأسماك ارتفعت حاليًا بشكل كبير عن السنوات الماضية، فحينها كان متوفرا بكثرة وبكميات أكبر عن الفترات الحالية، وفي حالة صيده يمكن فقط جمع 2 كيلو أو 3 كيلو يقوم ببيعها لزبائن محددة في نهاية يومه والذي يبدأ من الصباح في مياه نهر النيل.
انخفاض الأسماك بسبب الصيد الجائر.. والاستاكوزا مالهاش سوق
«انخفضت كمية الأسماك الفترات الأخيرة عن السابق، فبعدما كان يمكن صيد أكثر من 50 كيلو، الصياد حاليًا يمكنه فقط صيد 5 كيلو، هكذا بدأ أحمد زكي موظف الجمعية التعاونية لصيد الأسماك بالأقصر، حديثه مع «الوطن»، عن معاناة العاملين في مهنة الصيد الفترات الأخيرة، لافتًا إلى انخفاض أنواع الأسماك المتوفرة في نهر النيل، عن السابق لنوعين فقط مثل البياض والبلطي الصغير، رغم أنه في السابق كان يتوفر العديد من الأنواع بأحجام مختلفة من الأسماك بنهر النيل.
وأرجع موظف الجمعية التعاونية، السبب في انخفاض الثروة السمكية في محافظة الأقصر، إلى استخدام طرق الصيد الخاطئة مثل الصيد بالكهرباء والصيد باستخدام الأسلاك، فضلًا عن زيادة عدد الجزر في نهر النيل وتنوع منسوبه في مواسم مختلفة مما أصبح يهدد الثروة السمكية وأدى لانخفاضها في المياه، مشيرًا إلى ظهور أسماك الاستاكوزا داخل المياه خلال آخر 5 سنوات، لكنها حسب قوله «مالهاش سوق في الأقصر»، ويتم تصديرها إلى المحافظات الأخرى بوجه بحري.