والدة صاحب مخزن محترق بالشرابية: أغمى عليا لما شوفت النار بتاكل «شقا عمره»
بدرية: شغالين في الأخشاب من 50 سنة.. وأحمد: عايزين طفايات حريق
حريق الشرابية
صدمة لم تتحملها السيدة الستينية بدرية توفيق، والدة أحد الشباب من أصحاب مخازن الخشب المحترقة في حريق الشرابية، الذي اندلع صباح اليوم، إذ هبت من نوم عميق على خبطة شديدة تطرق بابها، وأصوات تخبرها بأن مخازن ابنها وزوجها تحولت لكتل فحم، بكاء هستيري سيطر على السيدة المسنة، التي هرولت نحو مكان المخازن، غير مصدقة ما حدث، لكنها لم تكمل طريقها بسبب فقدانها للوعي، وعادت مرة أخرى محملة على أعناق جيرانها حتى استفاقت.
عجوز تنهار بعد حريق مخازن ابنها
تحكي بحزن شديد عما حدث لهم، مؤكدة أن زوجها ووالده من قبله، يعملان في تلك المهنة التي عاصرت كل تفاصيلها بداية من صغرها، حتى تزوجت وأصبحت أم لخمسة شباب: «طول عمرنا عايشين وسط مغالق الخشب بمنطقة الشرابية وجوزي وولادي طول عمرهم شغالين فيها، ودي مصدر رزقنا وأكل عيشنا».
لحظات قاسية
تتذكر تلك اللحظات التي مرت أمام عينيها، وكأنها كابوس تريد الاستيقاظ منه سريعًا قائلة: «الجيران خبطوا علينا الساعة 3 الفجر قمنا مفزوعين من التخبيط، وقالولنا الحقوا المغالق بتولع، بقيت أصوت وأنا عندى السكر والضغط مش قادرة، مبقتش قادرة أمشي ووقعت في الأرض، وشباب زى ولادى شالونى ورجعونى البيت هنا».
تحكي السيدة العجوز لـ«الوطن»، أن هناك العديد من الشباب الذين يأتون من صعيد مصر، للعمل في مخازن الخشب القديم لتوفير قوت يومهم وذويهم: «كتير منهم يتيم بيجيوا يشتغلوا ويبعتوا فلوس لأهلهم وولادهم وكلنا عايشين على خير المخازن دي مش قادرين نتسوعب اللي حصل وعلينا فلوس لتجار مش عارفين هنسددها منين».
50 عامًا من العمل في الأخشاب
على مدار 50 عامًا وهي تعيش في المنزل المجاور لمغلق خشب في الشرابية الأخشاب القديمة، تساعد زوجها في إعداد وجبات الطعام له أثناء عمله، تكافح معه على مدار سنوات عمرها تتابع تقدمه خطوة بخطوة في هذا المجال الذي اعترفه وورثه عن والده: «وابني الصغير قرر يشتغل في نفس كار أبوه بس الحريقة دي جت فجأة ومكناش عاملين حساب مصيبة زي دي والكارثة إن المية كانت قاطعة من قبلها ومش عارفين نطفي».
شاهد عيان: كان فيه واقعة تانية من 16 سنة بفعل فاعل
يقول «أحمد» أحد شهود العيان الذين شاركوا في إطفاء الحريق، إن هذه لم تكن الواقعة الأولى بل كان هناك حريق هائل مر عليه ما يقرب من 16 عام لكنه كان أشد قسوة: «فضلنا نطفي فيه 12 ساعة متواصلة واللي خلانا منقدرش نسيطر عليه إن فيه أنابيب غاز فرقت حوالي 16 أنبوبة وجت طيارة من فوق طفته وقطر مية».
ويكمل مطالبا بتوفير طفايات حريق داخل مخازن الأخشاب وعوامل لضمان الأمن والسلامة لحماية تلك الأرض التي يعملها بها العديد من الشباب والتجار: «المخازن دي فاتحة بيوت ناس كتير وعايشين على خيرها»، مؤكدًا أن الحادثة الأولى كان بفعل فاعل عن طريق سكب بنزين على المخازن التي اشتعلت فيها النيران وأحرقت جميع الخشب فيها.