مصطفى عبدالحق العوامري
صوته الملائكي وموهبته غير العادية في الحفظ، لم يجعلاه يتأثر بفقدان نعمة البصر، إذ صار الشاب مصطفى عبدالحق العوامري، من أهل القرآن الكريم، وبدأ يحفظ كتاب الله وهو ابن أربعة أعوام، وخلال فترة قصيرة لم تتجاوز الـ5 سنوات أتمه في قريته الصغيرة «العوامر الغربية»، بمركز «أبو تشت» بمحافظة قنا، بمساعدة أسرته.
«مصطفى» من مواليد عام 1996، لم ير النور منذ ولادته، اكتشفت والدته فقدانه لنعمة البصر بعد 3 أيام فقط من الولادة، متابعا: «بعد ولادتي بـ3 أيام لاحظت أمي حالتي وعرضتني على الأطباء، وكان التشخيص أنني أحتاج إلى ترقيع أو زرع قرنية للعينين، وبالفعل أجريت عملية زرع قرنية وأنا سني سنة وشهرين، ولكن باءت بالفشل ورفض جسمي القرنية، ثم أجريت عملية أخرى وأنا عندي 22 سنة وأيضا باءت بالفشل».
ورغم فقدان نعمة البصر، لم يعتزل «مصطفى» الحياة ويعتمد على الآخرين، بل صار من أهل القرآن الكريم بعد رحلة شاقة، ساردا خلال حديثه لـ«الوطن» أنه بدأ حفظ القرآن الكريم وهو في سن الـ4، قائلا: «ختمته وأنا ابن 9 أعوام، والتحقت بالأزهر الشريف قبل أن يحق لي الالتحاق بعامين، وذلك بفضل والدي الذي رأى موهبتي وقدرتي غير العادية على الحفظ».
الموهبة الصوتية التي تزين رحلة الشاب العشريني مع القرآن، اكتشفها بعد عامين من بداية حفظه لكتاب الله: «اكتشفت الموهبة الصوتية، وأنا عندي 6 أعوام، كنت أحاكي صوت فضيلة القارئ عبد الباسط عبد الصمد، ولما لاحظ والدي أني متعلق بالقرآن الكريم شجعني كثيرا لحفظه وتجويده، وأنا صغير لم أكن أنام إلا وجواري تسجيل اسمه فيه الشيخ محمد صديق المنشاوي».
تخرج «مصطفى» في كلية الدراسات الإسلامية والعربية شعبة أصول الدين، قسم التفسير وعلوم القرآن بتفوق عام 2018، ومن قبل تخرجه بحوالي 6 سنوات يحيي الليالي القرآنية: «وأنا في سن الـ15 بدأت أحيي الليالي القرآنية في قريتي، ثم صرت أذهب إلى كثير من محافظات الجمهورية».
تعايش «مصطفى» مع كونه كفيف لم يكن أمرا سهلا عليه، إذ كان يضطر إلى الاعتماد على غيره، لكنه لم يستسلم: «في ابتدائي وإعدادي وثانوي كنت بروح المدرسة بمساعدة والدي أو إخواتي، كنت بحفظ بسرعة شديدة وأذاكر من خلال إن حد من أسرتي أو زملائي يقعد يقرأ قدامي، وأنا أحفظ وراه، ولما بقيت في الجامعة مكنتش بروح أبدا، وقدرت أنجح بتفوق من غير ما أحضر ولا محاضرة، كنت بذاكر في البيت بنفس الطريقة».
صوت «مصطفى» الفريد به مساحة واسعة من التشكيل، إذ يحاكي أصوات مجموعة كبيرة جدا من كبار مقرئي القرآن الكريم والمبتهلين، قائلا: «يقرب الناس صوتي لصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي بالذات، وأقلد من القراء الشيخ الحصري والشيخ محمود علي البنا والشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الطبلاوي والشيخ محمد رفعت وغيرهم من القراء، وأيضا أحاكي أصوات مبتهلين زي الشيخ نصر الدين طوبار والشيخ النقشبندي والشيخ محمد عمران والشيخ طه الفشني، وغيرهم».
تعليقات الفيسبوك