«أكل العيش ولعة».. عمال المخابز بالفيوم بين نار الفرن وحرارة الجو
يتحملون النيران لتوفير لقمة العيش لأبنائهم دون الحاجة لأحد
عامل يقف أمام نيران الفرن لالتقاط الخبز
في الوقت الذي يهرب فيه الكثيرون من الشوارع بسبب ارتفاع درجة الحرارة إلى منازلهم للجلوس في درجة حرارة معتدلة من خلال وسائل التهوية المختلفة، سواء أسفل التكييفات أو المراوح، ينتشر عمال المخابز داخل الأفران على مدار الـ24 ساعة يومياً، يتصببون عرقاً من الارتفاع المضاعف لدرجة الحرارة بفعل نيران الفرن، بين نيران درجة الحرارة التي تجاوزت 31 درجة، ونيران الفرن التي تتجاوز 45 درجة، ليخبزون آلاف الأرغفة من الخبز بصورة يومية لسد احتياجات المواطنين، ومن أجل الحصول على حفنة جنيهات في نهاية اليوم، يوفرون بها احتياجات أسرهم ومتطلباتهم.
يعملون قرابة 14 ساعة
وقال أحمد حمد، أحد عمال الأفران بمدينة الفيوم، أنّ العمل في الفرن يستمر على مدار 24 ساعة من خلال ورديتين، كل وردية تضم قرابة 15 عاملاً لكل منهم تخصصه بين عجن الدقيق، وتقطيع العجين، والخبيز، واستخراج الخبز من الفرن، وتهويته، وأخيراً تعبئته وبيعه للزبائن، موضحاً أنّه يعمل يومياً من الخامسة فجراً وحتى السابعة مساءً في صناعة الخبز.
حرارة تحبس الأنفاس
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنّ العمل في فصل الصيف يكون شديد الصعوبة بسبب ارتفاع درجات الحرارة بالخارج، وبالتالي يصبح الجو داخل المخبز لا يطاق حيث تصل الحرارة في بعض الأحيان إلى 50 درجة، مما يجعلهم غير قادرين على العمل، أو التنفس بصورة طبيعية، ولكنهم مضطرون نظراً لأنّ ذلك هو مصدر رزقهم الوحيد، كما أنّهم تعودوا على ذلك.
العمل شتاءً أفضل
وأوضح أنّ العمل داخل المخبز في فصل الشتاء أكثر بكثير، حيث يكون الجو دافئاً بفعل الحرارة مما يجعلهم يعملون بنشاط واضح، ولا يشعرون بالمجهود، ولكن في الصيف الوضع صعب، ولا يتمكنون من الراحة ولو لدقائق معدودة نظراً لأنّ العجين لا يتحمل الحرارة ويفسد بسرعة، وذلك مقابل 150 جنيهاً يومية للعامل الواحد.
حلم توفير التأمين
وأشار "حمد" إلى أنّه يتمنى شيئاً واحد فقط، وهو إزالة الرسوم الشهرية التي يقوم عمال الأفران بدفعها للتأمينات حتى يتمكن من الحصول على معاش بعد تقاعده، موضحاً أنّ راتبه بالكاد يكفي احتياجات أبنائه الأربعة وزوجته خصوصاً أنّه يسكن في شقة بالإيجار، وآملاً في أن ينظر إليهم أحد المسؤولين بعين الرحمة ويخفض تلك الرسوم قليلاً أو يرفعها عنهم.