نورا أحمد أثناء العمل
بعد أن تصدرت تريند السوشيال ميديا لأيام، لكفاحها وسعيها الدؤوب لبناء شخصيتها بنفسها والإنفاق على تعليمها من بيع الساندويتشات في الشارع، حصلت نورا أحمد، في الثانوية العامة الأزهرية على مجموع 85% لتنهي أولى خطوات المشوار.
تحكي «نورا» عن تفاصيل يومها الدراسي لمدة عام كامل، في الصف الثالث الثانوي الأزهري بالقسم الأدبي، إذ لازمها الكتاب ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل، وأصبح وصلة بينها وبين أحلامها التي تدنو منها بمرور الأيام، حسب حديثها لـ«الوطن»: «أنا كنت بذاكر ليل ونهار، ويومي كله يا إما في الدروس أو بذاكر، لدرجة والدتي كانت بتقولي ارحمي نفسك، انتي هتتعبي كده».
مجهود جبار بذلته «نورا»، وشعرت أن حلمها قريب منها، فكلية اللغات والترجمة لا تفارق عينيها، ولكن يبدو أن هذا لم يكن كافياً، فقد حصلت على مجموع 85% بامتحانات الثانوية الأزهرية، وهي نسبة لا تؤهلها لدخول كلية اللغات، لتحمد الله على ما أمن عليها من فضله، وفقاً لها: «كنت متوقعة إن ربنا هيراضيني أكتر من كده، لأني تعبت جامد وقلت إن شاء الله هجيب فوق الـ90، وأنا الحمد لله راضية بنصيبي».
ترجح «نورا» أن السبب قد يكون تدريبها لمدة 12 شهر على النظام القديم، وهو ما خالف النظام الحديث الامتحانات، وكان سبباً في انهيار حلمها، وظل يراودها أعواماً طويلة: «أول ما عرفت مجموعي فقدت الأمل في كل حاجة، حسيت إني ماليش مستقبل، بعد ما خسرت الكلية اللي كان نفسي فيها».
يعاني والد «نورا» من القلب، ورغم ذلك كان يذهب للعمل تارة، ويلتزم المنزل تارة أخرى، عندما يشتد عليه المرض، مما جعلها تذاكر ليلاً ونهاراً لتجعله فخوراً بها، حتى بعد انتهاء الامتحانات، لم تستمتع بإجازتها وفقت في شوارع السيدة زينب، تبيع الساندويتشات لتوفر قوت يوم عائلتها، وتجهز للحياة الجامعية، بحسب كلامها: «والدي كان مبيض محارة، وبعدين تعب وقعد في البيت، ممكن يشتغل قليل قوي، وأنا أول ما بدأت تالتة ثانوي أزهر، قلت للمدرسين على حالتنا المادية، وكتير منهم رفض ياخد مني فلوس».
تعليقات الفيسبوك