فقدان الإحساس بالوقت - صورة تعبيرية
يبدو أن العلماء لن يتوقفوا عن اكتشاف الآثار السلبية لفيروس كورونا على صحة الإنسان، ليس فقط الآثار الجسدية بل أيضًا النفسية، إذ كشفت دراسة حديثة أن كوفيد 19 كان له تأثيرًا على الصحة العقلية من حيث فقدان الإحساس بالوقت.
وبحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فإن الدراسة التي تم إجراؤها في جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، كشفت أن فيروس كورونا كان من آثاره عدم شعور المرء بالوقت وهو ما يحدث مع وقوع الصدمات.
وقال باحثو الدراسة التي تم نشرها فى مجلة Psychological Trauma: Theory,» Research, Practice, and Policy»، إن فقدان الإحساس بالوقت بداية لإصابة المرء باضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق، لذلك فإن أي شخص يفقد الإحساس بالوقت يجب أن يخضع للعلاج سريعًا.
واعتمدت الدراسة على عمل مسح لعينة من المواطنين الأمريكيين، بلغ عددهم 5661 شخصًا، وفحص صحتهم العقلية في الفترة من مارس إلى أكتوبر عام 2020 وهي تمثل ذورة انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، وكانت الأسئلة بسيطة معظمها يدور حول معرفة حال المشاركين خلال انتشار الفيروس، وتجربتهم معه، بالإضافة إلى دراسة الضغوط المالية والاجتماعية التي تعرضوا لها فى تلك الفترة بالتحديد.
وكشفت نتائج الدراسة، أن نسبة كبيرة من المشاركين وصلت إلى 65%، أكدوا أن إحساسهم بالوقت تغير منذ انتشار الفيروس، واستمر بعد مرور 6 أشهر من انتشار الوباء، فهناك من شعر أنه لم يعد قادرًا على تحديد اليوم أو الوقت، بينما كان لدى البعض الآخر شعورًا بأن الوقت يسير بسرعة أو العكس وهو أن الوقت يسير ببطء، بينما أعلن 35% من العينة المشاركة أنه صار لديهم مشكلات في الذاكرة قصيرة المدى.
وصنفت الدراسة، انتشار الوباء بأنه كان صدمة للمجتمع العالمي، لذا لابد من دراسة آثاره وأعراضه على الصحة العقلية.
من جانبه، قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، لـ«الوطن» أنه بالفعل واجه نتائج تلك الدراسة في عمله: «خلال عملي كطبيب نفسي وجدت تغيرات نفسية تصيب المرضي بعد مرورهم بتجربة فيروس كورونا، سواء تم الإصابة به بشكل مباشر أو معايشة أحد الأقرباء الذين أصيبوا بالفيروس».
وأشار «فرويز» إلى أن التغيرات النفسية كان منها زيادة التوتر وسلوكيات أكثر عصبية وخوف وتوتر بصورة مبالغ فيها، على الرغم أن هؤلاء الأشخاص لم يكونوا بهذا الشكل قبل مواجهة كوفيد 19، قائلًا: «لم تقتصر التغيرات النفسية على المرضى الذين أتعامل معهم على الأعراض السابقة فقط، بل فعلًا كان هناك فئة من المرضي الذين يشتكون من النسيان وهو مرتبط بالذاكرة قصيرة المدى كما ذكرت الدراسة، فهناك حالات كانت تنسى أسماء الأشخاص وأحيانًا الأوقات، وفيروس كورونا تأثيره أكبر من أن يتم حصره في الأعراض الجسدية، فهناك تأثيرًا نفسيًا لا يمكن إغفاله»
تعليقات الفيسبوك