متى يلجأ «بوتين» إلى استخدم «النووي» في أوكرانيا؟.. خبير علاقات دولية يوضح السيناريوهات
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين .. صورة أرشيفية
جاء تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، باستخدام القوة النووية في مواجهة أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو»، ليثير سؤالين مهمين، الأول هو متى يلجأ بوتين للسلاح النووي في هذه المعركة المندلعة منذ الرابع والعشرين من فبراير؟ والآخر: ما مدى اقتراب الوصول إلى هذا السيناريو الخطير؟
«في اعتقادي من الصعب إن لم يكن شبه مستحيل».. بتلك الكلمات استهل بهاء محمود، الخبير في العلاقات الدولية حديثه لـ«الوطن»، حول الإجابة على السؤالين السابقين، قائلا إن «السلاح النووي يعني دمارا للمنطقة كلها، ويعني في الوقت ذاته اعترافا من بوتين بالهزيمة في كل المواقع».
اقرأ أيضا:
روسيا تكشف خسائر كييف بالعملية العسكرية في أوكرانيا.. آلاف الدبابات والطائرات
الوضع في القرم ودونباس يحدد إمكانية اللجوء إلى السلاح النووي
وأضاف محمود، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عند الحديث عن لجوء موسكو للآلة النووية، فإنه يجب النظر أولا إلى ملفين، الأول: الوضع في شبه جزيرة القرم، لأنه إذا خسرت روسيا السيطرة عليها يمكن الحديث عن إمكانية اللجوء للسلاح النووي، مؤكدا أن الوضع الآن في شبه الجزيرة مستقر.
وتابع «محمود»: «الملف الآخر الذي يتم النظر إليه هو الوضع في جنوب شرق أوكرانيا أو منطقة الدونباس، وتحديدا جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، فإذا أجبرت القوات الروسية على الخروج من هاتين المنطقتين، أي الهزيمة، يمكن حينها اللجوء للخيار النووي، وحتى اللحظة الوضع هناك ما زال مستقر».
ويرى الخبير في العلاقات الدولية، أن «هناك بعض المناطق لا تمثل الكثير بالنسبة لروسيا مثل خاركيف وغيرها، ويمكن أن يفاوض بها الرئيس الروسي أعداءه، وإذا خسرها فالأمر ليس ذي أهمية كبيرة، لكن الأهم بالنسبة له استقرار الوضع في شبه جزيرة القرم والدونباس، وربما يكون خروجه من منطقة مثل خاركيف تمهيد لإعادة ترتيب الصفوف».
نجاح «الخطة 2» يؤكد تحقيق «بوتين» لأهدافه
يقول «محمود»، إن روسيا عندما بدأت الحرب في الرابع والعشرين من فبراير الماضي كانت تتصرف وفقا لـ«الخطة 1»، والتي كانت تهدف إلى إسقاط نظام الرئيس فلودمير زيلينسكي، والسيطرة على القدرات العسكرية الأوكرانية.
وأضاف أنه لاحقا استبدلت «موسكو» هذه الخطة بالخطة رقم (2)، والتي تهدف إلى التركيز على مناطق الشرق الأوكراني، وتحديدا جنوب شرق أوكرانيا، والسيطرة الروسية على هذه المناطق واستقرار الأوضاع بها، مؤكدا أن الخطة الثانية ناجحة حتى الآن ولا يمكن الحديث عن هزيمة روسية وفقا لمعطياتها.