نظارة نور
داخل كلية الذكاء الاصطناعي بمحافظة كفر الشيخ أخد كل منهم يراقب حركات أصدقائه في الجامعة من ذوي الإعاقات البصرية الذين تختلف ذاكرة كل منهم في حفظ الأماكن داخل ساحات الجامعة، ليتعثر البعض ويكمل الآخر طريقه في صعوبة كبيرة وتحدٍ أكبر، إلا أن قلوب أعضاء الفريق الـ8 أرادت أن تقدم لهم يد العون دون إشعارهم بالحرج، فقرروا أن يصبح مشروع تخرجهم «نظارة نور».
8 طلاب بكلية الذكاء الاصطناعي بجامعة كفر الشيخ كل منهم من محافظة مختلفة عن زميله، إلا أن القدر جمعهم ليكونوا في مشروع التخرج معاً في عامهم الأخير بالجامعة، ويقول أحمد الطارون أحد أعضاء المجموعة خلال حديثه لـ«الوطن»: «إحنا كنا عايزين نعمل حاجة مختلفة عن مشاريع التخرج التقليدية، وتكون فعلاً مفيدة وأخذنا وقت كبير عشان ندور على أكتر فئة تستحق الدعم، ولفت نظرنا زميلنا اللي كان من ذوي الإعاقة البصرية».
وأضاف «الطارون»: «ساعدتنا كلية الذكاء الاصطناعي في فهم ومعرفة الكثير عن التكنولوجيا وتطبيقها في الحياة، خاصة أنهم أول فرق تتخرج من هذه الكلية، ويحلمون بتحقيق المزيد من النجاحات التي تساهم في تقدم البلد».
قسم كل من نور الدين علي، وندى طارق حسين، وأحمد السيد الطارون، وإيمان الباتع، وشهاب الدين أحمد، ومحمود عاطف، ومحمد الجمال، وإسراء محمد، المهام بينهم في صناعة النظارة التي ستحدث طفرة في مساعدة ذوي الهمم من المكفوفين وضعاف البصر على حد تعبيرهم، لأنها تحتوي على عديد من الخصائص بينها إنذار الخطر قبل وقوعه والعقبات الموجودة بالطريق أثناء السير.
وتساعد النظارة على التعرف على الأشياء، وترجمة النصوص وقراءتها، والاتصال بأي شخص من مواقع التواصل الاجتماعي دون الاقتران بالهاتف المحمول، وإعطاء الأوامر الصوتية باللغة العربية تحديداً اللهجة المصرية لسهولة الاستخدام، وخاصية التعرف على فئات العملات وجمعها والقيام بالعمليات الحسابية التي يحتاج إليها العديد من ذوي الهمم أثناء المعاملات في الحياة اليومية، فضلاً عن الراديو والقرآن الكريم كاملاً والتعرف على أوجه المحيطين من خلال نطق اسم الشخص لصاحب النظارة».
«أول شخص استخدم النظارة كان صاحبنا الكفيف اللي كان معانا في المدينة الجامعية بكفر الشيخ وكان مبسوط جداً بيها، وقال أنه ما كانش عايش قبل كده لأنها سهلت عليه حاجات كتير جداً خلته مش محتاج لمساعدة من حد وده اللي أعطانا دافعًا نكمل حتى بعد مشروع التخرج ونعمل حاجات بتساعد الناس فعلاً»، بحسب حديث «الطارون».
تعليقات الفيسبوك