لم يكن البيان -المقال- الثلاثى المشترك المصرى الأردنى الفرنسى أول ولا آخر الجهود المصرية المشتركة مع الدول الشقيقة أو الصديقة لوقف العدوان على غزة بطبيعة الحال.. حتى قبل مؤتمر القاهرة الدولى للسلام الذى سابقت فيه مصر الزمن من أجل وقف نزيف الدم العربى الفلسطينى.
وربما نتذكر عشرات التحذيرات المصرية من الاقتحامات المتكررة قبل 7 أكتوبر للمسجد الأقصى والتعامل غير المقبول مع المقدسات العربية.. إسلامية ومسيحية بالأرض المحتلة.. إلى درجة أن التحذيرات المصرية تنبأت بما جرى فى أكتوبر لبلوغ المأساة ذروتها فى الظلم الذى يعانيه الأشقاء.
والكل يتذكر بخلاف الاقتحامات التى أصبحت تتم على أيدى وزراء رسميين فى حكومة العدو وليس من متطرفين صهاينة نقول الكل يتذكر مأساة حى الشيخ جراح ومأساة استشهاد الصحفية شيرين أبوعاقلة وما جرى من إجرام فى جنازتها التى مرت دون مراعاة حرمة الموتى ووداعهم وغيرها من قتل ومصادرة أموال وحرق زروع وهدم بيوت وممتلكات!!
نقول ذلك لماذا؟! لأن التحذيرات المصرية المبنية على رؤية ثابتة تتلخص فى أنه لا استقرار فى المنطقة إلا بإعادة حقوق الشعب العربى الفلسطينى وعاصمته على مدينته المقدسة، مع منحه دولته المستقلة التى تمتلك كل شروط الحياة.. من عملة وتمثيل دبلوماسى وميناء ومطار وغيرها وغيرها من متطلبات أساسية.
وبالتالى عادت دول العالم اليوم إلى الطرح المصرى فى أول فعالية لبحث أحداث 7 أكتوبر بمؤتمر -كما قلنا- القاهرة للسلام! وبالتالى نقف أمام حالات تضييع للفرص ثمنها لم يكن إضاعة الوقت وفقط.. إنما ثمنها غال جداً تجاوز عشرات الألوف من الأرواح البريئة التى يتحدث العالم نفسه الآن أن أغلبها من الأطفال والنساء!!!
الآن.. تستقبل مصر وفوداً من كافة الأطراف.. الأشقاء وقد أكدت مصر دعمها لهم وبالتالى وساطتها لا يعنى حيادها إنما يعنى سعياً حثيثاً لسرعة البحث عن حل يوقف الخسائر اليومية التى لا تقدر بمال.
فى الإطار استقبلت مصر ويليم بيرنز، رئيس المخابرات الأمريكية، إحدى المؤسسات الفاعلة فى صناعة القرار الأمريكى.. أكدت على رؤيتها وثوابتها.. الرئيس الأمريكى قبل الزيارة يطلب من مصر الضغط على الفلسطينيين لقبول مقترحات وقف إطلاق النار.. ومصر ترد بدبلوماسيتها المعروفة وتؤكد دعمها لحقوق الأشقاء! وقبلها تستقبل مصر الرئيس الفلسطينى وشخصيات من كل الدنيا بمباحثات هاتفية وزيارات لوزير خارجيتنا سامح شكرى ومشاركة فى أى فعالية لنصرة فلسطين!
وميدانياً.. المساعدات المصرية لم تتوقف براً وجواً.. ومطار وميناء العريش يستمران فى استقبال المساعدات الخارجية ومستشفياتنا فى حالة طوارئ لاستقبال الأشقاء.. والخلاصة أن لدينا الرؤية الثابتة التى تؤكد الأحداث والأيام صحتها.. ولا نملك ترف التفريط فيها كل مرة.. حيث نعود كل مرة ونعترف بصحتها وبخسائر عدم التعامل معها.
الآن.. مصر تجهز مسرح الأحداث لاتفاق شامل يرفع الظلم عن غزة وأهلها.. هذا لا يتم بسهولة.. ولا باستقبال الأطراف كلها وتقديم المثلجات.. هذا عمل شاق وكبير تبذل فيه جهود مضنية لتحويله إلى واقع على الأرض.. ملامح الجهد المصرى والطرح بعد التفاهم والتنسيق المشترك مع آخرين.. أشقاء وأصدقاء.. سيتحدد خلال ساعات.. ولنا عنه حديث آخر.