بمقال الأمس عدنا بالجهود المصرية لمصلحة الشعب الفلسطينى قبل 7 أكتوبر لسبب بسيط جداً هو تعقد الأمور وذهابها إلى الانفجار عند تأخر التعامل مع الرؤية المصرية.. ولذلك تكرار الأمر مع الطرح المصرى لحل الصراع سيؤدى إلى مزيد من التفاقم فضلاً -طبعاً- عن مزيد من الخسائر والضحايا.
الجهود المصرية لا تتوقف لحظة.. بخلاف استضافة مصر للمفاوضات.. وأولها الوفد الفلسطينى.. جرى الثلاثاء الماضى اتصال هاتفى بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى ومحمود عباس أبومازن للتشاور حول الأفكار المطروحة لوقف العدوان، أما السيد سامح شكرى فيؤكد لوزيرة الخارجية الأسترالية بينى وونج فى اتصال هاتفى أيضاً وجوب امتثال إسرائيل لأحكام القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى مما يستلزم وقف اعتداءاتها ضد المدنيين الفلسطينيين وكذلك ضد موظفى الإغاثة الدوليين الموجودين فى قطاع غزة.. بينما يؤكد لوزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا فى اتصال هاتفى أيضاً ضرورة وقف العدوان والتنفيذ الفورى لقرار مجلس الأمن 2728 وضمان سلامة فرق الإغاثة الدولية، وأبلغت الوزيرة اليابانية «شكرى» بقرار اليابان استئناف الدعم لوكالة الأونروا.. رغم أن الاتصال كان لتهنئة مصر ببدء ولاية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى.. لكن لا تفوّت مصر فرصة من أجل الأشقاء!
فى مصر الآن وحتى الأسبوع الماضى 3706 جرحى فلسطينيين بسبب العدوان على غزة يرافقهم 6071 من استطاع الخروج معهم من أهلهم وذويهم بالقطاع، فتحت لهم المستشفيات المصرية غرفها وأبوابها فضلاً عن مقرات لإقامة المرافقين من بيوت الضيافة.. بينما على الجانب الآخر.. الإنسانى تحديداً فقد صدرت عن بعض المراكز البحثية المصرية إحصائيات تخص الدعم الإغاثى للأشقاء فى قطاع غزة حتى قبل أيام مضت.. وهى تسجل ما جرى من قيام مصر بواجبها تذكر فقط للرد على المزاعم التى تستهدف الدور المصرى.. ورغم أنها ليست إلا هلاوس سمعية وبصرية لا تستحق الرد، فإنه يحق أرشفة المعلومات للتاريخ وللمستقبل.. فالدعم المصرى بلا جدال وبالأرقام هو الأكبر مقارنة بكافة الجهود الأخرى التى تبذلها باقى دول العالم حيث تصل نسبة المساعدات المصرية من إجمالى ما تم إدخاله إلى قطاع غزة منذ أكتوبر الماضى نحو 87% وبلغت كمية الأدوية التى أدخلت للقطاع عبر معبر رفح منذ أكتوبر الماضى 10868 طناً، وبينما بلغت من الوقود نحو 10235 طناً وبلغت من المواد الغذائية 129329 طناً و26364 طناً من مياه الشرب، كما بلغت كميات المواد الطبية التى دخلت القطاع من معبر رفح 43073 طناً فضلاً عن 123 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل.
ما نذكره ليس نهاية المطاف.. فمصر مع الحق العربى الفلسطينى حتى الحصول عليه وتحقيقه.. وما نذكره لتسجيله ليس إلا، بينما ننتظر ردود الأطراف التى عادت إلى مؤسساتها للتشاور ولن تهدأ مصر إلا بعد وقف العدوان وإنقاذ شعبنا الفلسطينى الذى يتعرض لمعاناة شاملة.. إنسانية وقانونية غير مسبوقة.