بعد يوم طويل من الضحك والهزار «الكوبى وان» هتروّح بيتك هتلاقى نفسك برضو مضطر تكمل فى التمثيل، بس هتغير الدور يعنى الصبح هتبقى بتقوم بدور موظف مثلاً حبّوب اللى بيجب زمايله والجدعنة مبهدلاه بعدين هتروح البيت فالطبيعى أنك ترتاح من التمثيل، عايز تبقى نفسك بقى شوية.. لكن لأ معلش مش هينفع لأنك أكيد زوج أو زوجة أو ابن أو بنت أو أم أو أب، باختصار عندك دور تانى لازم تمثله! ويستمر العرض لحد ما يخلص اليوم وتروح لأحلى وقت فى الحياة اللى هو الربع ساعة اللى قبل ما تنام الوقت اللى بتروح على سريرك تعمل نفسك نايم عشان تنفرد بخيالك وتاخد نفسك تعيّشها اللى اتحرمت من أنها تعيشه طول اليوم بقرار من الواقع.. أنا عارفة أنك هتعترض على كلامى وهتحاول تعمل نفسك حابب مكانك فى الدنيا هعذرك لأنك خايف تواجه نفسك، خايف تثور على ظلمك لروحك لأنك بعد ما تواجه نفسك بحقيقة أنك مش مرتاح مش هتبقى عارف تحل مشكلتك لأنك هتبقى مستحيل تمشى من مكانك زى ما كلنا مستحيل نمشى من مكاننا.. مابتقولش أنك مش مرتاح لأنك مش عايز تسمع الحقيقة بس الأكيد أنك حتى لو ماقلتهاش أنت حاسس بيها ومتأكد منها كمان.
للأسف كلنا ماشيين بمبدأ «طظ فى مشاعرنا»، المهم نؤدى دورنا اللى فى السيناريو الدنيوى تمام! كلنا مسلّمين بالسيناريو ده لأنه مكتوب بحبر مابيتمسحش.. أنا عارفة أنك مضطر تعمل حاجات كتير مش عايزها بس بتعملها عشان «لازم» تعملها ويوم ما تحب ترفض مكان مبكيك هتلاقى مليون ألف «بند» فى عقد احتكار الدنيا ليك بيمنعك من أنك تؤدى غير الأدوار اللى مكتوبالك.. كلنا واقفين باصّين غيرنا هيقول علينا إيه لو رفضنا دورنا ده فبنضطر نعيش حياة متعبة حزينة عشان غيرنا يرتاح وأساساً غيرنا ده برضو عايش حياة مش عجباه عشان برضو يرضينا! أيوه كتير منا بيعيش حياة مش عايزها بحكم قضائى حيثياته كلمة واحدة وهى «القدر».
باختصار شديد حياتنا خدت صفة الاضطرار وفقدت تماماً صفة الاختيار، كل حاجة بنعملها وإحنا مضطرين لدرجة أن معظمنا بيستنى الموت لأنه حس أنه بقى مضطر يعيش ونسى تماماً أنه ممكن يبقى عايز وحابب يعيش.. الاضطرار حتى على الضحك خلى الانبساط يفقد معناه، خلى الحياة تبقى وكأنها موت مؤقت، خلى الضحكة رمز للزعل ولوجع القلب والتمثيل.
فاكر من كام سطر فوق قلت لك أن أدوارنا مكتوبة فى سيناريو الدنيا بحبر مابيتمسحش، صح؟ لو دورك مش عاجبك هو آه مابيتمسحش بس الأكيد أنه ممكن يتشطب.. ممكن تشخبط عليه وتبدله بالدور اللى يبسطك.. ماتستسلمش.. قاوح.. خليك مع الدنيا أرذل من حجاج عبدالعظيم فى إعلان «تخشينة وسما زفت مارينا».. اشطب على اللى مبكّيك.. اللى جارحك.. اللى مابيجيش من وراه غير الإهانة والحزن.. اشطب عليه واختار دورك بنفسك.. آه هتتعب أوى فى الأول بس فى الآخر هترتاح، أعتقد أحسن ما تفضل مكمّل فى تعب وآخرة برضو تعب.. ولّا إيه؟
لما يبقى أحلى ما فى حياتك هو الربع ساعة اللى قبل ما تنام اللى بتبقى فيهم انت اللى جواك، بتبقى فيهم مع اللى روحك سايباك طول ما انت صاحى ورايحة عنده.. لما يبقى انبساطك مرتبط بالخيال.. لما تبقى ابتسامتك مابتجيش إلا لما تفتكر ذكرى كانت.. لما تبقى بتعمل كل حاجة عشان لازم تعملها مش عشان حابب تعملها.. يبقى أنت قابل باحتكار الدنيا ليك.. ارفض أو اقبل دى حياتك بس قبولك لظلم نفسك بيخليك تظلم اللى حواليك لأنك مش مرتاح فإزاى تريّح اللى حواليك.. قرر أنت عايز تبقى فين وجنب مين ونفذ ومايهمكش.. ينفع؟
خلص كلامى وعارفة قراركم «يبقى الوضع على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى الخيال».