رحيل «رائد الواقعية»
خان
خلق عالمه السينمائى بملامح فنية وتفاصيل إبداعية شديدة الخصوصية، فجاء إنتاجه الفنى نوعاً جديداً من السينما تمرد به على كل ما هو معتاد. تحلى بالشجاعة والجرأة اللازمتين لتحقيق أحلامه فى سينما مختلفة، تتماهى مع الواقعية السحرية المصرية، وتستلهم التراث الشعبى فى كل جوانبها. وعلى مدار 36 عاماً فى مشواره الفنى قدم «خان» مجموعة من الأعماب السينمائية التى كونت بعداً جديداً للواقع يعبر عن روح المدينة، متمسكاً بالعصرية، فأثرى تاريخ السينما بروائع عديدة، ولم يعتمد فيها على الجانب الاجتماعى فقط بل تطرق للبعد السياسى أيضاً، وعالجه بطريقة عبقرية. محمد خان، المولود لأب باكستانى وأم مصرية، حاز محبة المصريين منذ انطلاق أول أعماله السينمائية، ولم يتعامل معه أحد على أنه أجنبى الجنسية، وعندما حصل على الجنسية المصرية، وهو فى سن الثانية والسبعين، كانت بمثابة «تحصيل حاصل» بالنسبة له ولمحبيه، فهو مصرى الروح والهوى، بل وأكثر مصرية من كثيرين يحملون الجنسية المصرية ولا ينتمون فكرياً أو وطنياً لهذا البلد. نجح محمد خان أن يتمرد على القوالب السينمائية الجامدة ويصل لمعادلة جديدة وقف أمامها صناع السينما طويلاً، جمعت بين تقديم عمل فنى متميز وتحقيق التوحد مع الجماهير الذين تعبر عنهم الأفلام بصدق. ظل محمد خان حاضراً فى المشهد السينمائى، رغم العقبات العديدة التى واجهته فى حياته، وما تعرض له مؤخراً من وعكات صحية متكررة، لكن المرض أو حتى الموت الذى غيب جسده عنا لن يستطيعا أن يغيبا شمس موهبة محمد خان التى ستظل ساطعة فى أعماله الخالدة وفى قلوب محبيه.