مخرج على الطريق.. «خرج ولم يعد»
الشناوى
رحل المخرج الكبير محمد خان وترك لنا إرثاً سينمائياً كبيراً من خلال تقديم 23 فيلماً امتازت بجمال الصورة ونصرته للمرأة وانحيازه لحريتها.
«الشناوى»: صاحب موهبة فى «الكتابة».. و«قاسم»: عكس الصورة الجمالية للطريق
حصلت أفلامه على جوائز من مهرجانات عالمية، من بينها جائزة التانيت الفضى، ومهرجان قرطاج السينمائى الدولى 1984، وجائزة السيف الفضى، وجائزة أفضل ممثل لأحمد زكى عن دوره فى فيلم «زوجة رجل مهم»، من مهرجان دمشق السينمائى الدولى 1987.
وحصل فيلمه «أحلام هند وكاميليا» على جائزة أفضل ممثلة لنجلاء فتحى فى مهرجان طشقند الدولى بالاتحاد السوفيتى 1988. يقول الناقد طارق الشناوى إن الراحل «خان» عندما أصدر كتابه «مخرج على الطريق» منذ عدة أشهر، ليضم جميع مقالاته، طلب منه كتابة مقدمته، لافتاً إلى أنه كان يتمتع بموهبة فى الكتابة، فضلاً عن علاقته الحميمة والوطيدة به. ويضيف «الشناوى»: كان خان إنساناً رائعاً دافع عن المرأة فى السينما كما فعل إحسان عبدالقدوس فى الرواية، ونزار قبانى فى الشعر، كما أنه تحدّث عن الحرية، ونجد أن العمق عند نزار وعبدالقدوس ليس دفاعاً عن المرأة بقدر ما هو دفاع عن الحرية، وكان «خان» أكثر إنسان دفاعاً عن المرأة بما أنها الأكثر عرضة للكبت داخل الوطن العربى. كما أنه أكثر مخرج لديه بلاغة إبداعية فى الشريط السينمائى، كان يكتب بروح الزمن والحالة التى نعيشها لأن كل شىء متغير، ذلك فى «قبل زحمة الصيف»، و«فتاة المصنع». وأوضح أن «خان» استثنائى فى تاريخ السينما العربية كلها، وكان عنواناً للمصريين فى كل المهرجانات التى شارك بها والجوائز كانت تُنسب لنا جميعاً رغم أنه حصل على الجنسية المصرية فى وقت متأخر منذ عامين فقط، لكن الجنسية لا تعنى شيئاً، فهو مصرى قبل الجنسية وبعدها. ويقول الناقد محمود قاسم إنه كان معجباً بـ«خان» منذ بدايته، لافتاً إلى أنه اهتم بسحر الطريق داخل المدينة أو خارجها، وأغلب أفلامه عن الطريق والبحر والسياحة ظهرت فى «قبل زحمة صيف».. قدم شيئاً مختلفاً تماماً بطريقته الخاصة. وأضاف: كان عاشقاً للطريق، وفى بعض الأفلام كان معه مدير التصوير سعيد الشيمى، ونقل صوراً للطريق مختلفة عن السينما فى أول أفلامه «ضربة شمس»، جمع كل أروقة المدينة من شوارع وغيرها، وكان معظم المخرجين نظرتهم للطريق على أساس أنه شاشة فى الخلفية فقط، جاء «خان» وألغى كل هذا، وأصبحت الصور مختلفة. وله عدد من الأفلام المميزة، وكان ذكياً جداً وتعامل مع كتّاب سيناريو مهمين جداً، كنت أتمنى أن أقوم بتأليف كتابه المقرر صدوره فى مهرجان القاهرة السينمائى ولكن وقع الاختيار على زميلى الناقد محمود عبدالشكور».
وأضاف: «نحن أمام مخرج مختلف وجيل بدأ يتساقط، قدّم أنواعاً كثيرة من الأفلام. وقال مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية، إن الراحل من الشخصيات التى لها أثر فى صناعة السينما فى مصر من خلال مجموعة أفلام كان لها دور كبير فى تشكيل وجدان أجيال كثيرة. وأضاف: قضى وقتاً طويلاً فى مصر، وكانت هناك مشكلة فى الجنسية تم حلها وحصل عليها، كما أنه رجل أضاف الكثير وكان منذ فترة قريبة فى بغداد بفيلمه الأخير «قبل زحمة صيف» واستُقبل بحفاوة شديدة، وجميع أعماله كانت نقلة نوعية فى السينما المصرية، وكنا دائماً نلمس قيمة من القيم الشعبية فى أعماله.
وقال الكاتب الكبير بشير الديك: تعرفت على «خان» بعد عودته من لندن عن طريق نور الشريف، وبدأنا حياتنا الفنية معاً، وقدمت معه «الرغبة»، وبعد ذلك قدمنا «طائر على الطريق» مع أحمد زكى، و«موعد على العشاء» و«الحريف» و«نص أرنب». وأضاف: كنا صديقين أقرب إلى الأخوين.. لم يكن هناك حدود بيننا على الإطلاق ككاتب ومخرج. كانت لدينا أحلام بلا حدود، نقدم السينما التى نحبها، هكذا التقينا فى هذه النقطة إلى أن تعرفنا على عاطف الطيب، وكانت معنا نادية شكرى وكوّنا شركة «أفلام الصحبة» وأنتجنا من خلالها «الحريف». وتابع: محمد صديق على المستوى الشخصى والعائلى، وهو مخرج من أهم المخرجين المصريين الذين يعرفون أدواتهم جيداً ولديهم طموح سينمائى لنقل صورة مختلفة ومتميزة تحمل بصمته.