الأربعاء الماضى كتبنا بعنوان «مبارك وفضيحة النفايات السامة والتحقيق العاجل» عن حوار صحفى أجراه الكاتب الصحفى والإعلامى محمد الغيطى نشره بموقع «إرم نيوز» الإخبارى الإماراتى.. واندهشنا من حجم الصمت عما قيل من دفن نفايات سامة فى مصر فى عهد مبارك.. وفى يوم النشر وبالصدفة المدهشة التى رتبها القدر أعدت وزارة البيئة حفلاً لتوقيع عقد التخلص من النفايات المقصودة مع إحدى الشركات الأجنبية ودفنها خارج البلاد، وتلقينا لحضوره دعوة كريمة من الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، الذى أشاد أمام حشد من الصحفيين والإعلاميين بما كتبناه واعتبره مثالاً فى الموضوعية، واتفقنا على إعداد رد لضبط بعض المعلومات الواردة على أن تعده الإدارة المركزية للإعلام.. وإليكم الرد نختتمه بتعقيب.
الكاتب الصحفى.. تحية طيبة وبعد،،،
(بالإشارة إلى المقال المنشور بجريدة «الوطن» الموقرة بعددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 7 سبتمبر الحالى تحت عنوان «مبارك وفضيحة النفايات السامة والتحقيق العاجل!!» بقلمكم والذى تناول قضية التخلص الآمن من شحنة مبيدات اللاندين المخزنة بشكل آمن بميناء الأدبية منذ عام 1998 نقلاً عن مقالة للكاتب الصحفى والإعلامى الأستاذ/محمد الغيطى مقدم برنامج «صح النوم» على قناة LTC الفضائية، والذى قام «الغيطى» بنشرها فى موقع «إرم نيوز» الإماراتى وهى عبارة عن سرد لحوار دار فى مداخلة تليفونية مع السيد الدكتور وزير البيئة خلال حلقة يوم 29 أغسطس الماضى من البرنامج المذكور فى حضور النائب مصطفى الجندى عن تلك الشحنة.
أود إحاطة سيادتكم علماً بأن بعض المعلومات الواردة بالخبر المذكور شابها العديد من المغالطات التى تجافى الحقيقة جملة وتفصيلاً، حيث نسب المقال تصريح الكاتب الصحفى محمد الغيطى مقدم البرنامج «بأن الرئيس الأسبق حسنى مبارك وافق على دفن نفايات سامة وقذرة فى أرض مصر» إلى الدكتور خالد فهمى وزير البيئة، وهو ما لم يحدث على الإطلاق خلال المداخلة التليفونية التى اقتبس منها الحوار، ولم يقم الدكتور خالد فهمى بربط موضوع الشحنة بعهد مبارك بل كان ذلك تعليقاً لاحقاً من الإعلامى محمد الغيطى ومرفق لسيادتكم نص المداخلة التليفونية بالإضافة إلى مقطع فيديو للمداخلة أيضاً.. لذا وجب تصحيح الأمر حيث إن الوزير أكد خلال الاتصال بالبرنامج أن واقعة وجود حاويات اللاندين هى قضية قيد تحقيق النيابة وهى الجهة المنوطة بتحديد المسئولين عن القضية.
وتؤكد الوزارة حرصها الكامل على قيام كافة الإعلاميين بدورهم المهم فى عرض كافة المعلومات للرأى العام وخاصة بالنسبة لعرض القضايا البيئية لما فى ذلك من حشد الرأى العام نحو مشاركة الوزارة فى دورها فى حماية البيئة وفقاً لمبدأ حرية الصحافة مع الالتزام بميثاق العمل الصحفى.
على ضوء ذلك نرجو نشر الأمر بجريدتكم الموقرة عملاً بحق الرد لتكون الصورة كاملة واضحة لسيادتكم وللرأى العام، ونحن نرحب بكافة استفساراتكم عن أنشطة الوزارة، بل وندعوكم إلى التواصل معنا عند طرح القضايا المتعلقة بالبيئة فى مصر.
نص اتصال الكاتب الصحفى محمد الغيطى: برنامج «صح النوم» بالدكتور خالد فهمى:
المذيع: هناك نفايات خطرة بميناء الأدبية وقد تناولت هذا الموضوع بعض الصحف الأجنبية فما حقيقة ذلك؟
الوزير: الموضوع دا معروف ومنشور حيث إن إحدى الشركات الوهمية أتت بحاوية فيها مبيدات منتهية الصلاحية ترانزيت لتنقل إلى حتة تانية منذ 15 أو 17 سنة.
المذيع: منذ 17 سنة ومش دا مدمر للبيئة؟
الوزير: الشركة الوهمية اختفت وتم عمل الإجراءات وتم فتحها لأخذ عينات وجد أن بها مبيدات اللاندين وهى مبيدات شديدة الخطورة، ولكنه من الجيد أنها كانت مغلقة وتم إغلاقها بإحكام وتمت معاينتها من قبل الوزارة والحرب الكيماوية وتأمينها حتى لا تتسرب وتم عمل مشروع للتخلص منها مع البنك الدولى وتلك النفايات تحتاج إلى 100 سنة لكى تتكسر.
المذيع: طوال 17 سنة لم تكن مؤثرة؟
الوزير: زى أى مبيد إذا تم اتباع شروط التداول يكون غير خطر وعدم اتباعها تصبح خطرة، وإحنا عملنا المشروع وهنوقع اتفاقية مع إحدى الشركات الدولية التى تم اختيارها بمناقصة دولية ومش هيتم التعامل معها فى مصر، ولكن سيتم تصديرها لدولة أوروبية طبقاً لاتفاقية بازل، حيث سيتم أخذ إذن كل الدول التى ستمر عليها الشحنة حتى تصل إلى مؤسسة معينة مسموح لها بحرق هذه المخلفات بطرق متقدمة، وسيتم التخلص منها خلال 6 - 7 شهور حيث سيكون طبقاً للإجراءات الدولية وسيتم التعامل معها بره مصر ودا اللى أنا عاوزه، وألا يتم التعامل معها فى مصر إطلاقاً، وسيتم تدريب الشباب على التعامل مع مثل تلك المخلفات، وهى من المرات النادرة التى سيتم فيها ذلك وقد وعدت السادة النواب فى السويس بهذا الكلام وتم تدبير الموارد وسيتم التعامل معها بالخارج.
المذيع: أنا أعلم أن هناك نفايات تم دفنها فى مصر فى عهد مبارك ولا يعلم عنها أحد.
الوزير: أنا لا أعلم ذلك.
المذيع: كتب رشدى سعيد رئيس هيئة تعدين مصر فى كتابه هذا الكلام موثقاً بالأرقام وأن مبارك وافق..
الوزير: أيوه هناك فترة فى الثمانينات والتسعينات كانت مربحة جداً إنك تصدرها إلى البلاد النامية التى بها حروب أو حكومتها ضعيفة.
النائب مصطفى الجندى عضو البرلمان:
منذ 17 سنة يعنى هناك مسئول عن ذلك يجب أن يحاسب وهل البنك الدولى هو من سيحاسب على عملية التخلص؟
الوزير: بالنسبة للشق الأول هذه قضية فى عهدة النيابة وسيتم استئذان النيابة لأخذ الحرز «المبيدات» للتخلص منه، وإحنا استطعنا تمويل عملية التخلص من مرفق البيئة العالمى ودا بإشراف من البنك الدولى، ودا يعنى إن الدولة تدفع جزء والمرفق هيدفع جزء، وجزء الدولة سيتم استغلاله فى عمل إنشاءات لتخزين المبيدات منتهية الصلاحية طبقاً للمواصفات الدولية وفلوس المرفق تم التخلص بها).
انتهى رد الإدارة المركزية للإعلام الموقرة بوزارة البيئة ولنا عليه الملاحظات التالية:
- كل التحية لإدارات الإعلام والمتابعة وشئون مكتب الوزير بوزارة البيئة لاهتمامهم بما ينشر فى الصحف وقدرتهم وجاهزيتهم للرد بالسرعة المناسبة.
- تناول مقالنا كما قلنا فى مقدمته حوار الدكتور خالد فهمى وزير البيئة للأستاذ محمد الغيطى منشور على «إرم نيوز» وليس للحوار التليفزيونى الذى لم نتطرق له أصلاً.. وقلنا نصاً إننا نكتب «بعد مرور 72 ساعة كاملة على نشره دون رد من أى جهة أو طلبات تحقيق أو إحاطة من البرلمان» وبالتالى فمقالنا كله كان عن الحوار الصحفى وليس عن المداخلة التليفزيونية!
- سواء تناول كل من المقال والرد «الحوار الصحفى» على الموقع الإماراتى أو «المداخلة التليفزيونية» على فضائية «إل تى سى»، فمضمون القصة كلها صحيح وحقيقى وهذا ما يعنينا ويعنى مصر كلها.. لا يغير من الأمر حرص سيادة الوزير على أن ينأى بنفسه عن توجيه أى اتهامات لأشخاص أو مسئولين سابقين بأعينهم، خصوصاً أنها متروكة لجهات التحقيق.. وهو ما يعنى أن هناك تحقيقاً.. والصفقة المشبوهة تمت بالفعل ونقلت محتوياتها إلى بلادنا بالفعل والشركة المشبوهة اختفت بالفعل، وكان ذلك كله منذ 15 أو 17 عاماً.. فالكل يعرف من كان يحكم مصر فى هذه الفترة.. حتى لو لم يتهم الوزير الرئيس الأسبق بالاسم أو بالصفة.
- ما جرى كله يطمئن المصريين اليوم على أحوال بيئتهم.. فالمواد السامة تم التعاقد على دفنها خارج البلاد بعد أن سعت جهات أمينة على صحة المصريين على استبقائها فى ميناء الأدبية سنوات طويلة منها 6 سنوات كاملة بعد تخلى مبارك عن السلطة شهدت فيها البلاد اضطراباً وارتباكاً كبيرين.. كما على المصريين أن يأمنوا أيضاً لأن هناك وزارة وهناك وزير يتوليان أمر الدفاع عن مصالحهم فى ظل بيئة عبثت فيها أيادى الشر لسنوات طويلة.. وهو ما يدعونا للوقوف خلف كل الإجراءات والخطوات المؤدية للغرض النبيل ودعمها ودعم القائمين عليها.
كل التهنئة للمصريين للتخلص من كابوس كبير وخطر داهم وصفقة خبيثة فى طريقها الآن جميعها ولله الحمد إلى طى النسيان.