13 شارعاً فى المريوطية دون مياه.. والأهالى: الحكومة فين؟
الجركن وسيلة الأهالى الرئيسية للحصول على المياه
الحصول على شربة ماء نظيفة بات حلماً لسكان منطقة ترعة الإخلاص فى المريوطية، فهم أمام خيارين لا ثالث لهما يومياً: إما أن تنقطع عنهم المياه تماماً، أو تصلهم فى هيئة منفرة ذات رائحة نفاذة ولون عكر. لم يستسلم أهالى المنطقة إلى واقعهم البائس، وقرروا مد مواسير مياه نظيفة بالجهود الذاتية إلى 13 شارعاً متفرعاً من المريوطية، الأمر الذى كلفهم 80 ألف جنيه، ومن بعدها تحسنت الأمور إلى أن عاد كابوس المياه يلاحقهم بعد كسر المواسير أثناء إدخال شبكة الصرف الصحى، ورغم إرسالهم شكاوى عديدة إلى الحى وشركة المياه والشرب منذ يناير الماضى، لم تتم معاينة حجم التلفيات وإصلاحها إلى الآن، فضلاً عن إلزامهم بدفع فواتير المياه «المقطوعة» شهرياً. «قبل ما تدوّروا على علاج لفيروس سى، شوفوا إزاى بيوصل للناس»، هكذا عبرت «سلمى محمد»، التى تسكن فى منطقة الترعة، وأصيب زوجها بفيروس (سى) بسبب المياه الملوثة، على حد زعمها، ولا تستطيع علاجه بسبب ضعف الإمكانيات المادية. المعاناة نفسها تعيشها «أم حسن»، 38 عاماً، لكنها تضطر إلى شراء مياه معدنية تكلفها يومياً 20 جنيهاً لاستخدامها فى الأغراض المنزلية المختلفة، حيث لا تقوى على استخدام أو حتى استنشاق رائحة المياه التى تصل إليها. إصابة «صبرى محمد»، 39 عاماً، بضيق فى الشرايين وحساسية الصدر جعلته بحاجة ماسة دائماً إلى مياه نظيفة، الأمر الذى لا يقوى عليه باستمرار، فهو يعمل فى بيع الخضراوات، ودخله اليومى لا يسمح له أحياناً بذلك: «النهارده كسبت 13 جنيه واشتريت بـ 10 منهم ميه.. يرضى مين الحال ده؟ أكيد فى يوم هتلاقونى ميت».
«هدايات»: «بنغسل وجوهنا بمية مجارى».. و«صبرى»: «أكيد فى يوم هموت من العطش»
قيام شركة المياه والشرب بالدفع بسيارة أسبوعياً لتوصيل مياه الشرب للمنطقة لم يعد حلاً، حيث تنشب معارك واشتباكات تصل إلى حد الضرب بين سكان المنطقة للفوز بشربة ماء، ويطرق البعض بيوت الجيران أو المحال التجارية الموجودة فى المنطقة لطلب الماء أو المساعدة، ما يفلح أحياناً ويفشل كثيراً. «بصحى أغسل وشى بمية مجارى»، تقولها «هدايات فرج» 48 عاماً، التى تستخدم مياه الطلمبة المختلطة بالصرف الصحى: «عندى الغضروف، ومش بقدر أروح أملى ميه نضيفة من بعيد، فبشرب من الطلمبة، ولما الناس قالوا لى أسخنها الأول عشان أطهرها فوجئت ببقع صفرا وديدان وحاجة تقرف».
من جانبه أكد العميد «محيى الصيرفى»، المتحدث الرسمى باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، أن الشركة غير مسئولة عن مواسير مياه تم مدها بالجهود الذاتية، وليس لسكان المنطقة الحق فى المطالبة بإصلاح التلفيات الخاصة بها.