«الجفرى» يكشف كواليس مؤتمر «جروزنى».. والسلفيون يواصلون الهجوم ضده
أحمد الطيب شيخ الأزهر خلال زيارة الشيشان «صورة أرشيفية»
كشف الداعية الإسلامى الحبيب على الجفرى، رئيس جمعية طابا، الراعى الرسمى لمؤتمر «أهل السنة والجماعة» الذى عُقد فى الشيشان، عن كواليس المؤتمر فى حلقته الممنوعة على قناة «روتانا خليجية»، حيث نشرت الصفحة الرسمية لـ«الجفرى» على «فيس بوك» الحلقة الممنوعة، وقال فيها إن 95% من أهل السنة والجماعة «أشاعرة»، وإن «الوهابية» من أهل السنة، وهذا ليس تراجعاً منه، لافتاً إلى أن مَن أخرجوهم من تعريف أهل السنة والجماعة هى السلفية التكفيرية، والسلفية الجهادية، و«داعش»، لأنها فرق ضالة.
«الحبيب»: المؤتمر كان مموَّلاً من «الشيشان».. ولم نُخرج من «أهل السنة» إلا السلفية التكفيرية والجهادية و«داعش» لأنها فرق ضالة
واتهم «الجفرى» الإخوان بافتعال الأزمة، وأن قيادات التنظيم هى التى أثارت الأزمة، فوضعوا خطين متوازيين، خطاً لعلماء المملكة، وخطاً للحديث حول الشيشان وروسيا، كما انتقد الداعية موقف بعض السلفية، مضيفاً: «درسنا فى كتب التوحيد فى السعودية أن الأشاعرة فرقة مارقة، وأنهم ليسوا من أهل السنة، وانتهى فريق ثالث إلى تكفيرهم، وهذا ليس صحيحاً، فهم بذلك أخرجوا أكثر من 95% من علماء أهل السنة والمسلمين من الملة، وهؤلاء من متطرفى السلفية يخالفون أهل السنة، فى حين أننا نعتبر السلفية من أهل السنة، لكنهم يخالفون السنة فى بعض النقاط، فالمؤتمر ليس ضد المملكة العربية، وليس ضد السلفية، وقد حضره نحو 200 عالم إسلامى، وعلى البعض التوقف عن الغرور، والسعى للفتنة بين الدولة والناس، فما ذلك خدمة للدين».
وأشار «الجفرى» إلى أنه سيجرى عقد مؤتمر جديد -لم يحدد وقته- للحديث عن المنطلقات السبعة للفكر التكفيرى، ويشمل أبحاثاً تفكك منطلقات الفكر التكفيرى، وترد على أفكار «الحاكمية، والجاهلية، والفرقة الناجية، والولاء والبراء، والخلافة وحتمية التمكين».
وأوضح الداعية الإسلامى أن البعض يُجسد الله، وهؤلاء ليسوا من أهل السنة، ويقولون إن الله له ساق استناداً لقوله تعالى «يوم يكشف عن ساق»، فابن عباس وهو من مراجع السلفية يقول إن معنى الآية من شدة البأس.
وعن عدم دعوة السعودية للمؤتمر، قال «الجفرى» إن الدعوة لم توجه إلى دول، بل إلى علماء، وإن الشيشان دعت الأقرب إليها فى المذهب والرؤية، وهم الأشاعرة والماتريدية، وكان هدف المؤتمر تبرئة أهل السنة والجماعة من صفة القتل التى التصقت بهم فى روسيا، متابعاً: «فى عموم اتحاد روسيا فإن أهل السنة والجماعة تساوى الإرهاب، وروسيا موافقة على هذا المؤتمر لكن الفكرة من الشيشان، وأردنا من خلاله أن نقول إن من يفجِّر ويقتل ليس من أهل السنة».
السلفيون يطلقون هاشتاج «الجفرى فى إسرائيل».. و«برهامى»: شباب الصحوة ينتسبون لمذهب السلف وإقصاؤهم يبثّ الفرقة
واستطرد «الجفرى»: «نحن فى منطقتنا نحتاج إلى هذا التعريف، فما يحدث فى سوريا وليبيا والعراق وسيناء واليمن، يؤكد ضرورة وجود مؤتمر مشابه، فالذين يرتكبون هذه الجرائم يدعون أنهم أهل السنة، فمن يقتل يقول إنه يقتل وإنه مسلم سنى، لذا فالتهمة موجهة للسنة، وكان لا بد من الجرأة فى نقد الذات ومواجهة واقعنا، فنحن طوائف ومذاهب ويجب أن نقبل التعدد والاختلاف، بينما الهروب من الواقع بإلغاء المذاهب أمر مرفوض، والتعدد لا يخالف الشريعة بل يخدمها، والإشكالية ليست فى التعدد، بل فى توصيف التعدد، كما أن الخلاف إذا كان حول فهم النص، فلنا أن نسأل هل النص قطعى لا يقبل الخلاف، أم قابل لأكثر من اجتهاد؟ فالصحابة اختلفوا فى حديث للنبى عن أمره المسلمين بصلاة العصر فى بنى قريظة، فوحدتنا لن تكون بوحدة المذهب، وإنما عندما نفقه قيمة تعدد الاجتهاد».
وأشار «الجفرى» إلى أن المؤتمر عُقد بتمويل من الشيشان، ولم تشارك الإمارات فى تمويله، وإن مؤسسة طابا لم تكن صاحبة فكرة المؤتمرة، وإنما هى مَن تولت التنسيق بين الشيشان والعلماء، وكانت الفكرة لمفتى الشيشان، الشيخ محمد صالح صلاح الدين، والشيخ آدم شهيدوف المستشار الدينى للرئيس الشيشانى، و«طابا» لم تمول المؤتمر بدرهم واحد.
وتابع: «الشيشان اختارت علماء من المذاهب الأربعة من السلفية والشافعية والحنابلة والغالبية من الأشاعرة، واجتمعنا وحضر الافتتاح شيخ الأزهر، وكانت هناك ثلاثة محاور للمؤتمر هى: العقيدة والفقه، والتزكية، والتصوف، ثم عقدت جلستان حول عقيدة أهل الحديث والمحدثين وآثار الانحراف من المنهج الأصيل على الواقع، وبعد انتهاء المؤتمر صدر البيان وشمل كلمة شيخ الأزهر الذى قال إن أهل السنة هم الأشاعرة والماتريدية والمحدثون والصوفية، بمعنى أن المحدثين مجالهم علم الحديث، وأهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية، وهم أنفسهم أهل الحديث، وجاء هذا رداً على «المعتزلة والمجسمة والملاحدة»، فالأشاعرة يسعون لإعمال أدوات العقل فى خدمة النقل، وهم لُب أهل السنة والجماعة ويمثلون 95% من المسلمين.
وأكد «الجفرى» أن الشيشان جمهورية مسلمة وروسيا الاتحادية فيها 28 مليون مسلم، ولا يتصور عاقل أن تتم مقاطعة النشاط التعليمى والتوعوى بسبب موقف من رئيسها، مضيفاً: «رئيس الشيشان أنقذ شعبه وأعاد بناء بلاده بعد أن دمرتها الحرب، كما أن الشيشان وبقية جمهوريات القوقاز شهدت مآسى من أسبابها خوارج العصر التكفيريون الذين يقتلون الناس باسم أهل السنة، فقرر علماؤها دعوة من يرونه قريباً من مشربهم لبيان الفارق بين أهل السنة والخوارج التكفيريين، ومشرب أهل القوقاز سنى أشعرى شافعى صوفى».
فى المقابل، هاجمت الجماعات السلفية فى مصر «الجفرى»، ونشرت هاشتاج «الجفرى فى إسرائيل» حملت عليه فيديوهات سابقة له، أثناء زيارته للقدس، وتأمينه من قِبل إسرائيل، إضافة إلى تصريحات للدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية رداً على حديث «الجفرى»، قال فيها «برهامى»: «من شارك فى المؤتمر يحاول سرقة لقب (أهل السنة والجماعة) من أهله، وإقصاء الاتجاه السلفى بكل أطيافه، بينما شباب الصحوة فى كل الأقطار ينتسبون إلى مذهب السلف فى الجملة، وإقصاؤهم من أهل السنة والجماعة روح عدائية تبثّ الفرقة وتعمِّم الخلاف، بحصرهم (أهل السنّة) فى الأشاعرة والماتريدية».
وأضاف «برهامى»: «العقلاء الذين تمت دعوتهم ويميلون إلى التعايش والتقارب بين الاتجاهات الإسلامية لم يلتفتوا لأن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية وأهل الحديث، فإقصاء السلفيين غير مقبول».
وقال سامح عبدالحميد، الداعية السلفى لـ«الوطن»، إن أهل السنة موجودون من قبل أن يولد الأشعرى والماتريدى، متابعاً: «أطالب العلماء من السلفيين بعمل مؤتمر علمى للتعريف بأهل السنة ورد شبهات مؤتمر الشيشان الذى لا يُمثل إلا نفسه ولا يُمثل أهل السنة والجماعة».
الحبيب الجفرى