«القائد إبراهيم» تاريخ لا يعرفه الإخوان ولا المعارضة
«المسجد للعبادة والروحانيات والتقرب إلى الله وليس للسباب والسياسة والاشتباكات»، هكذا يقول الحاج محروس سعيد محبوب، أحد أقدم رواد مسجد القائد إبراهيم، الذى يواظب على أداء غالبية الفروض فيه على الرغم من ابتعاده عن منزله، حيث يقطن فى منطقة الورديان غرب الإسكندرية.
يرى «محروس» أن مسجد القائد إبراهيم له جاذبية إيمانية خاصة، لا توجد فى غيره من المساجد، لذا يفضل الصلاة فيه باستمرار، وهو ما ظل يحافظ عليه غالبية سنى عمره التى تجاوزت الـ64 عاماً منذ أيام، ولا يعكر صفوه سوى إصرار أعضاء جماعة الإخوان التى تحكم البلاد، والمعارضة مدنية أو سلفية، على اعتبار مسجده المفضل «حلبة صراع لفرد العضلات».
يصف الرجل الذى شارك فى حرب عام 73 مسجد القائد إبراهيم، بالمكان الربانى فى الإسكندرية، حيث تأتى منزلته فى قلبه بعد البيت الحرام والمسجد النبوى اللذين قال إنه زارهما حجاً وعمرة، مطالباً الجميع بالحفاظ على بيوت الله، حيث لم يعد للمصريين سواها يحترمونها ويجلونها ويوقرونها، بعد أن ضاعت هيبة كل شىء، بحد وصفه.
وعن تاريخه مع المسجد، قال الحاج محروس إن والده كان يصطحبه هو وإخوته منذ نعومة أظافره لأداء صلاة الجمعة فيه كل أسبوع، وكان يفضل قطع المسافة ذهاباً إلى المسجد سيراً على الأقدام على الرغم من ابتعادها الشديد، لأن كل خطوة يخطوها يحصل فيها على ثواب، الأمر الذى شب عليه وواصله بعد وفاة أبيه.
ويضيف أنها أصبحت عادة لا تنقطع، وظل يمارسها مع أولاده، فى استمتاع شديد، حيث يستريح قلبه بمجرد دخول «صحن» المسجد، ورؤية معماره الجميل ووقاره الشديد ومئذنته العالية ومنبره الفريد، الذى يقول إنه يعشقه، خاصة أنه اقترن لدى زواره بالصوت العذب الخلاب لإمامه الشيخ حاتم فريد، الذى يؤم المصلين فى صلاة التراويح والتهجد بليالى شهر رمضان.
وأشار «محروس» إلى أن تاريخ المسجد له دور كبير فى صناعة اسمه، حيث يرجع إلى عام 1948 فى الذكرى المئوية لوفاة القائد إبراهيم باشا ابن محمد على، وكان له دور تنويرى مهم فى المجتمع السكندرى خاصة والمصرى بشكل عام، كما انطلقت منه الشرارات الأولى لثورة 25 يناير بالمحافظة، حتى أطلق عليه الجميع اسم مسجد الثورة.
وأبدى الحاج أسفه ورفضه لاستخدام منبر المسجد لأغراض سياسية وترجيح آراء ومواقف سياسية على غيرها، من قبل بعض الأئمة الذين يجلهم ويكنّ لهم احتراماً كبيراً، مضيفاً: «ما كان ينبغى للشيخ أحمد المحلاوى فى هذه السن التى قضاها فى حب الله وطاعته، أن ينجرف لخلافات سياسية ومعارك بين الإخوان والثوار، ويعطى الفرصة للسياسيين أن يستخدموا المسجد لتصفية حساباتهم ومعاركهم».
وكان المسجد قد صممه مهندس إيطالى الأصل شغل منصب كبير مهندسى الأوقاف عقب مسابقة أقيمت لذلك، وأصبح القائم على أعمال القصور والمساجد فى عهد الملك فؤاد الأول، وكان قد جدد قبل ذلك واحدا من أعظم مساجد الإسكندرية وهو جامع المرسى أبوالعباس.
أخبار متعلقة:
المساجد.. منصات سياسية
الأزهر: ألف عام من الوسطية .. ولا عزاء للمتشددين
"الشهداء" .. معقل المقاومة من العدو الإسرائيلي إلي مرسي ونظامه
"العارف".. قبلة المتظاهرين في الصعيد
عمر مكرم.. قليل من الدين كثير من السياسة
«أسد بن الفرات»: لا مانع من السياسة إذا كان المتحدث «أبوإسماعيل»
الزوايا خارج سيطرة "الأوقاف" .. دعاة متطوعون والسياسة "وجبة رئيسية"
«النور».. شاهد على ثورة يناير.. ونقطة انطلاق المظاهرات