«أحمد» اتولد من جديد: «عمرى 25 يوم واللُقمة فى بقى طعمها اتغيّر»
«أحمد» يروى تفاصيل قصته
«حاسس إنى مولود بقالى 25 يوم».. عبارة قصيرة لخّص من خلالها «أحمد»، تجربة طويلة وصعبة تألم فيها كثيراً، حتى انتهت على باب مركز علاج الإدمان، الذى دخله قبل 25 يوماً، يقول: «كنت مفكر إن المخدرات تخلى البنى آدم راجل، لكن اكتشفت إنها بتهد البنى آدم، ماكنش عندى وعى لحد ما وصلت لمرحلة الإدمان، والنهارده الحمد لله حطيت رجلى على الطريق الصح»، منذ أن جاء إلى الصرح الكبير تغيرت حياة «أحمد» تماماً، لدرجة أن «اللقمة فى بُقه طعمها اتغيّر»، حسب وصفه، الأمر لا يتوقف عند مجرد علاج طبى يتلقاه فحسب، فالمجتمع الجديد الذى أصبح واحداً من أفراده ساعده على التغيير للأفضل بصورة كبيرة، وهو يشعر بهذا التغيير رغم قصر المدة التى قضاها فى المركز: «كفاية إن أنا بعرف أنام طبيعى وأقوم طبيعى، قبل كده ماكنتش بقدر أتحرك إلا بالمخدرات، كان عندى اعتمادية كبيرة عليها، لكن النهارده الفريق العلاجى ساعدنى فى الاعتماد على نفسى بدون أى مخدر، حاسس إنى بقيت بنى آدم»، شيئاً فشيئاً بدأ سلوك الشاب، الذى أتم الـ22 من عمره، فى التحسن، بداية من طريقة تعامله مع الآخرين وصولاً إلى نبرة صوته وحركة يده وعاداته فى غرفة النوم ومكان تناوله الطعام، «مش بيعالجونا بس، لكن كمان بيعلمونا حاجات كتيرة، وبيغيروا فى سلوكياتنا، أكتر حاجة اتغيرت هى طريقة كلامى، بدأت أنسى الطريقة اللى كنت بتعامل بيها وسط المجموعة القديمة، صوت عالى وشتيمة وكلام وحش، لكن دلوقتى بقيت إنسان عارف الصح من الغلط وسلوكى يوم عن يوم بيتحسن، وده من أكتر الحاجات اللى مفرحانى»، يرى «أحمد» أن تغيير البيئة بمثابة 50% من العلاج، لأن الإنسان يتأثر بمن حوله بصورة كبيرة: «أنا كنت مطبع بطبيعة البيئة اللى أنا فيها، النهارده أنا بقيت فى بيئة جديدة بتطبع بطبعها، وبتعلم منها، ومبسوط بالتغيير اللى أنا فيه، بمسح مكانى وأنضفه وأرتب أدواتى، زمان ماكنتش بعمل الحاجات دى كلها، بقى عندى اعتمادية على نفسى وحاسس بمسئولية مهما كانت الحاجة بسيطة»، لم يكمل الشاب أسبوعه الرابع بعد، إلا أنه بات يحفظ جيداً جدوله اليومى الذى يسير بانتظام مع غيره من نزلاء المركز، فيبدأ يومه بترتيب غرفة نومه، ثم حضور جلسة العلاج بالتأمل «Meditation» وقراءة صفحة يومياً من كتاب «ابق قوياً» وهو عبارة عن كتاب بـ365 صفحة هى عدد أيام السنة، ثم المشاركة فى برنامج علاجى يومى باسم «Na»، يهدف إلى مساعدة كل فرد على الحديث عن أفكاره الداخلية وما يطرأ إلى ذهنه، إضافة إلى قضاء ساعة ترفيهية، وفقرة رياضية بمنتصف اليوم، «برنامج ماشيين عليه، وكل واحد بيخرج اللى جواه، وبنتجمع كلنا فى الفطار والغدا والعشا، لحد موعد نومنا»، يحلم «أحمد» ببناء أسرة سعيدة تتكون من أب وأم وأبناء، والتجربة التى يمر بها سوف يستفيد منها فى تربية أبنائه، حسبما يقول: «لما يكون عندى بيت وأسرة هاخد بالى فى تربية أولادى من الأخطاء اللى وقعت فيها، الحاجات الغلط اللى كنت بعملها هحاول ماعملهاش تانى أبداً، وهعلم أولادى الصح من الغلط علشان مايقعوش فى اللى وقعت فيه»، يكرر على لسانه دعوتين يرددهما فى بداية كل يوم على مدار أيامه التى قضاها فى المركز.