قبل لقاء السوبر.. تعرف على أول معلق في تاريخ مباريات القمة
صورة أرشيفية
"مين اللي هايعلق ع الماتش".. سؤال يتبادر إلى أذهان الملايين من عشاق قطبي الكرة المصرية قبل أي مباراة تجري بينهما في جميع البطولات، فلا تنسى الأجيال أصوات "محمد لطيف" و"علي زيور" و"حسين مدكور" الذين كانت الأسماع تسعد بهم عبر شاشات التليفزيون، غير أن صوتا آخر كان يجمع الملايين من المصريين عبر أثير الإذاعة المصرية في منتصف الأربعينيات لينقل لهم وصفا تفصيليا على مباريات نهائي كأس الملك فاروق بين "الأهلي والزمالك"، ليسجل التاريخ اسم "محمود بدرالدين" كأول معلق رياضي على مباريات القمة.
مباريات تاريخية ازدانت بصوت "محمود بدر الدين"، فالمعلق الزملكاوي، الذي كان يخفي هويته تماما أمام الميكروفون، هيأ له القدر أن يذيع على الجماهير المصرية نهائي بطولة الكأس المصرية التي فاز فيها النادي الأبيض على غريمه الأحمر بنتيجة "6 - 0" في 2 يونيو عام 1944، قبل أن يرحمه القدر من رؤية فريقه يخسر من الأهلي بنفس النتيجة في 16 مايو عام 2002.
"محمود بدرالدين" لم يكن محبا للتعليق الرياضي فقط، بل كان عاشقا لكل شيء يمت لكرة القدم بصلة، فهو الشخص الذي استقال من منصبه الرفيع كأستاذجامعي وتفرغ للعمل كـ"سكرتير عام" لاتحاد الكرة المصري ثم رئيسا للجنة المسابقات، قبل أن يعيد الكرّة ويترفع عن أي مسؤولية أتته بالتعيين، فيستقيل ويرشح نفسه لانتخابات اتحاد الكرة فينال جزاء إحسانه إحسانا ويصبح مديرا للاتحاد في نهاية الأربعينيات.
نهم "بدرالدين" بكرة القدم هيأ له أن يفكر في هدية جديدة يقدمها للمصريين، فالمعلق التاريخي على مباريات القمة رأى أن اتحاد الكرة يمكن أن يملك القدرة على تغطية أمواله والإنفاق على نفسه، فدبت في عقله فكرة إنشاء بطولة دوري عام في مصر، حاول إقناع الجميع بها ولسان حاله يقول: "لا حياة لمن تنادي"، حتى أسفرت حربه عن اقتناع الفريق محمد حيدر باشا، رئيس اتحاد الكرة وياور الملك فاروق، بعرض الفكرة على الملك، قبل أن يوافق عليها ويصدر أوامره بتسيير إجراءات أول بطولة للدوري العام المصري بفضل مجهودات "محمود بدر الدين".
لم يتيح التاريخ لمحبي كرة القدم الاستماع إلى صوت "محمود بدرالدين" عبر الإذاعة، ولكن التاريخ يحفظ له فضله في تعريف المصريين على الكرة وتحفيظهم أسماء لاعبيهم، وتقديم له بطولة تتيح له مزيدا من لقاءات القمة بين الأهلي والزمالك، ثم تسفر مجهوداته عن بطولة أخرى يلتقي فيها قطبا الكرة بعد نصف قرن من وفاته، حيث باتت مباراة "كأس السوبر" قناة شرعية لجماهير الكرة المصرية لمتابعة لقاء كلاسيكي بين "الأحمر" و"الأبيض".