«غازى» المسئول عن أسرته.. حصل على إعفاء من الخدمة وكارت علاج مجانى
محمد غازى
«أنا كنت فاكر إنى هموت»، هذا أول ما جاء فى ذهنه عندما علم بإصابته بفيروس سى، ويقول: «شعرت باقتراب أجلى وأننى خلاص بودع الدنيا، وهسيب أهلى وإخواتى وأنا أخوهم الكبير اللى بصرف عليهم وفضلت شايل همهم»، تلك كانت كلمات محمد غازى، البالغ من العمر 20 عاماً، ويعول أسرته المكونة من أمه وإخواته الأربعة، ويضيف: «تقدمت بأوراقى للجيش بعد أن أنهيت دراستى بالثانوية التجارية، وبدأت أكمل فى الإجراءات، وعارف إنى هاخذ تأجيل بسبب إنى العائل الوحيد لأسرتى وأجريت الفحص الطبى وعلمت إنى مصاب بفيروس سى وهنا كانت الصدمة الكبرى بالنسبة لى».
الشقيق الأكبر ينتظر العودة إلى والدته وأشقائه الأربعة: «شايل همهم»
ويقول: «كنت أسمع عن هذا المرض الذى يأتى ليأكل الجسم فى هدوء، ولم أكن أعرف عنه الكثير، ولأن معلوماتى على قدى، ومجرد ما أسمع كلمتين من هنا على معلومة من هنا حسيت إن بعد إصابتى خلاص نهاية الدنيا، وبدأت أفكر فى إخواتى وهيعملوا إيه من بعدى خاصة إن منهم 3 فى مراحل تعليم مختلفة بين الابتدائى والإعدادى»، لكن منطقة التجنيد حولتنى إلى مستشفى القوات المسلحة لتلقى العلاج مجاناً، وعندما حضرت والتقيت الأطباء كنت عايز أعرف أسباب المرض.
ولأن أخاه الأصغر التحق بالجيش مؤخراً كان بمثابة عون له لأنه علم من خلال وحدته أن هناك جهوداً للقضاء على هذا الفيروس، ويضيف: «لولا وجود أخى الأصغر بجوارى لكنت مت من الزعل على نفسى، فأخويا طمنى وقال لى ماتزعلش أنا أعرف ناس كتير اتعالجت وخفت منه وقالى بثقة: هتخف إن شاء الله، وبدعوات والدتى وعزيمة وإصرار الأهل فى البيت كنت أذهب إلى المستشفى وأتلقى العلاج والحمد لله على كل شىء».
تعجب الفتى العشرينى لأنه لا يأكل إلا من يد أمه وبصحبة إخواته على «طبلية واحدة» ويتابع: «رغم أننى لا آكل إلا من البيت وأمى تقوم بطهو الطعام لى ولإخوتى، ولم أجرى عمليات من قبل»، وتساءل متعجباً: إزاى جالى المرض؟ فربما يكون من استخدام إحدى أدوات الحلاقة أو نتج عن جرح تلوث ولم أهتم به، وقال: رغم حصولى على إعفاء لأننى عائل أسرتى إلا أن القوات المسلحة لم تتركنى وقدمت لى كارت العلاج المجانى الذى وفر علىّ مبالغ كبيرة كنت سأتحملها لولا هذا التصريح بالحصول على العلاج دون مقابل. وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، فلولا أننى تقدمت للتجنيد لم أكن لأعرف أننى مصاب بهذا الفيروس وكنت استمريت فى إهمال صحتى، ويرافقنى أخى الأصغر فى مشوار تلقى العلاج حيث أحضر إلى المستشفى كل 28 يومياً لأتلقى جرعة العلاج المقررة وصرف الأدوية التى أستمر عليها طيلة الـ28 يوماً بانتظام.