«أنا عارف كويس أوى مين بيقول إيه إزاى علشان إيه».. ليه كان الرئيس «مرسى» إزاى قال هذه العبارة فى المؤتمر اللى الجمعيات اجتمعت فيه، عشان المدنية اللى حاصلة فى البلد. لقد أراد «مرسى» أن يوضح ويفصح عن مكنونات اللى حاصل، وليه اللى بيحصل دلوقتى بيحصل بالطريقة اللى بيحصل بيها، عشان الناس اللى مستخبية هنالك أو هناك تفهم ليه الرئيس بيقول اللى بيقوله، وليس كل يعرف يقال، وما أكثر من قول قيل بالقول أو لم يُقَل، رغم أن مناسبة القول هى المناسبة التى يجب أن يقال فيها ما ينبغى قوله.
لو عجزت عن فهم ما تضمنته الفقرة السابقة فاعلم «إنك متعرفش لغة»، أو فى أقل تقدير لا تعرف اللغة الجديدة التى تمخضت عنها قريحة الدكتور «محمد مرسى»، تلك التى يمكن أن نطلق عليها «اللغة المورسية». فعندما تعجز عن فهم عبارات الدكتور «مرسى» لا تسأل «الغلط فين؟» بل افهم أن «الغلط فيك»، لأن أى لغة تعتمد على قاموس مفردات، و«أجرومية» -يعنى نحو- تحكم تركيب جملها، وصياغة عباراتها، وبلورة تعبيراتها، وذلك هو قاموس «المورسية» وتلك أجروميتها. العذر الوحيد الذى يمكن أن ألتمسه لك، إذا لم تفهم الرئيس، أنه حاول أن يحدثك بالمستوى العامى أو البلدى للغته الخاصة، ولم يحدثك بـ«فصحاها»، فقال: «أنا عارف كويس أوى مين بيقول إيه إزاى علشان إيه».
ولو أنك دققت قليلاً فى كلمة «هانى البنا» أمين عام مؤتمر منظمات المجتمع المدنى الذى حدثك فيه الرئيس بلغته «المورسية»، لأدركت المستوى الفصيح لهذه اللغة، فمن بين ما قاله الأخ «هانى»: «نحن لا نتحدث عن مرحلة انتقالية، بل حضارات مجتمعية، ثورات صناعية، طفرات زراعية، سياسات وطنية، معاملات أخلاقية، رؤى مستقبلية، مجالات فكرية، تطبيقيات ديمقراطية، تشريعات قانونية، حريات مناخية، لبصمات مصرية، تقود المجتمعات الدولية».
أكيد فهمت كده: فالكلام واضح.. صح؟!. وإذا لم تفهم دعنى أبسطه لك، الأخ هانى يريد أن يقول لك: نحن نريد «رز بالملوخية»، بالاعتماد على «خلطة فوزية»، فتلك هى خطتنا اللوذعية، من أجل بناء الدولة المصرية، وإكسابها ما تستحق من أهلية، لإقامة عدالة اجتماعية، وتوفير الحقوق الآدمية، والتبرؤ من أية أوضاع قسرية، أو ظروف قهرية، يمكن أن تؤثر على حالتنا النفسية، أو قدراتنا الانفعالية، فى مواجهة التحديات القوية، التى يجب أن نتعامل معها بالأناة والروية، فذلك هو الطريق الوحيد الذى يمكن أن نصل من خلاله إلى الجمهورية المصرية، التى تجمع ما بين الاشتراكية والرأسمالية، ويستطيع شعبها أن يهتف: إسلامية إسلامية، ويغنى أطفالها: بلدنا بالراحة مروية.. وريسها مية مية.. وحريمها مستحية.. ودكورها متربية.. ونهضتها فى النملية. عاشت بلادنا أول جمهورية لـ«المهلبية» فى تاريخ البشرية!.