الإسكندرية: أسطورة «خطف الفتيات» تثير رعب الأهالى
عصابة الخطف بالإسكندرية بعد القبض عليهم
انتشرت على مدار الستة أشهر الماضية أخبار لعمليات خطف تجرى يومياً على مستوى محافظة الإسكندرية، خاصةً فى منطقة «العجمى» غرب المدينة، إلا أن معظمها يعود بعد عدة أيام، لأسباب مختلفة غير الخطف، بحسب مديرية أمن الإسكندرية، ففى كل يوم تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة صور لفتيات وأطفال مفقودين، يعتقد أهلهم أنهم خطفوا أثناء ذهابهم أو عودتهم من المدرسة أو الدروس الخصوصية، وبدأ المئات من الأهالى يستغيثون مما تسمى «التوناية» بمنطقة العجمى، لوجود عدد كبير من عمليات الاختطاف لفتيات وأطفال تمت بداخلها، لعدة أسباب سواء لسرقة الطفل، أو لخطف الفتيات وهتك أعراضهن أو التحرش بهن.
وقال محمد فودة، أحد أهالى المنطقة، إن ظاهرة اختطاف الفتيات والأطفال بدأت تنتشر بشكل واسع فى العجمى، مشيراً إلى أن طفله تم خطفه لبضع دقائق، وذلك لسرقة موبايله وأمواله الشخصية، وأضاف أنه يوجد العديد من حالات الاختطاف، خاصة للفتيات، حيث يتم اختطافهن من أجل الاعتداء عليهن جنسياً، أو لطلب فدية من أسرهن، إلا أن الاختطاف لطلب فدية يكون قليلاً للغاية، لخوف الخاطفين من القبض عليهم.
وتابع وجدى فهيم، من نفس المنطقة، أن «التوناية وعدم وجود رقابة أمنية، أديا إلى انتشار ظاهرة الخطف، حتى أصبحت متكررة بشكل يومى ومفزعة لدرجة أن الفتيات أصبحن يخفن من ركوب المواصلات»، وأضاف أن العديد من ضحايا جرائم الخطف يعودون إلى أهلهم، ومعظمهم من الفتيات، مشيراً إلى أن أهالى بعض المختطفات، حتى إذا تعرضن للاعتداء، يرفضون تحرير محاضر بالواقعة «خوفاً من الفضيحة».
أما رضوى قاسم، من منطقة العجمى أيضاً، فقالت: «إحنا كبنات بنخاف جداً نركب لوحدنا بعد انتشار ظاهرة الخطف، ولازم نتأكد إن فيه حد راكب معانا، أو بنركب مجموعة كبيرة من البنات»، وتابعت: «تعرضت لعدة مواقف من السواقين اللى بيكونوا عايزين يدخلوا أماكن وشوارع غير معتادة، وبالتالى بنضطر ننزل من المواصلات قبل ما نوصل وجهتنا».
وأطلق عدد من النشطاء عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لنشر وقائع عمليات الخطف بالإسكندرية، عن طريق نشر صور المخطوفين أو المفقودين ومواصفاتهم، وتتضمن تلك الصفحات مجموعة من التعليمات الواجب اتباعها من الفتيات والأطفال، وتوجه تحذيرات للأهالى لكيفية التعامل اليومى مع المواصلات، حيث وضعوا مجموعة من الإرشادات منها عدم ترك الفتاة وحدها فى الشارع، وعدم ركوبها مواصلات يومية وحدها، وكذلك الأطفال.
من جانبه، وصف مصدر بمديرية أمن الإسكندرية نسب جرائم الخطف التى تشهدها المحافظة بأنها «ضئيلة جداً»، خاصةً جرائم «الخطف لطلب الفدية»، مشيراً إلى أنها لا تتجاوز حالتين فقط فى السنة كلها، وأضاف أن جميع عمليات الاختطاف الحقيقية لا تستمر سوى 24 ساعة، ويتم فيها ضبط الجناة، بعد تشكيل لجنة من الأمن، مشيراً إلى أن الحالة الأخيرة تم ضبطها فى أقل من 24 ساعة، كما أشار إلى أن معظم الحالات التى تم الإبلاغ عنها فى الآونة الأخيرة، والتى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى «مختلقة» من الفتيات أو من الأطفال الذين يتم زعم اختطافهم، إلى أن يتبين وجود مشاكل أسرية وراء هروب هؤلاء من أهلهم. وأوضح أن فريق البحث الجنائى بالمديرية يعمل بشكل مستمر على بلاغات الاختطاف، بشكل ونوع من الجدية، مما يفشل تلك العمليات فى حال وجودها، وشدد على أن نسبة الخطف فى المحافظة خلال السنوات الخمس الأخيرة لا تتعدى 5%، ويتم حلها بصورة سريعة، مشيراً إلى أن الاختطاف أصبح وسيلة الأطفال والفتيات للهروب من الأسرة فى أغلب الحالات.