سائق «ربع النقل» فى حادث المنيا «فاعل خير» حتى استشهاده
عايد
ودع أسرته فى الصباح وانطلق بسيارته ربع النقل مصطحباً مجموعة عمال صوب دير الأنبا صموئيل، قبلها بلحظات اطمأن إلى أن القافلة الطبية، التى يشارك فيها، فى طريقها لقريته دير الجرنوس بالمنيا، لكن رصاص الغدر لم يجعله يلحق بالقافلة، أو يتمكن من نقل الـ15 عاملاً الذين استقلوا سيارته إلى الدير.
شقيقه: كان يخدم المسلم والمسيحى
لم يكن فى علم «عايد» وهو يشترى العربة منذ 5 أعوام أن لحظته الأخيرة ستكون داخلها على أيدى مجموعة من الإرهابيين، خيط اللحظة الأخيرة بدأ عندما طلب منه بعض العمال أن ينقلهم إلى الكنيسة بحكم الثقة فيه نظراً لعمله سنوات طويلة فى صنع أجراس الكنائس والأديرة، إلى جوار عمله فى مجال التكييفات الخاصة بالمزارع، لكنه كان يحب الخير ولا يتأخر عنه أبداً بحسب شهادة أقاربه وأصدقائه، فيستخدم سيارته فى أى أغراض سواء لأهل قريته أو للكنيسة، «كان متحمساً لأفكار خيرية كتيرة، منها فكرة القافلة، وشارك فى الإعداد ليها وهو اللى كان بيدعم كل تحركاتنا بعربيته، وعمل دعاية فى القرية علشان الناس تيجى تكشف سواء مسلم أو مسيحى»، قالها شقيقه «قدرى».
لدى «عايد» 4 أولاد، هم: مينا، ماركو، رانيا، وريهام، وفى يوم الحادث اصطحب معه ابنه ماركو إلا أنه عاد سالماً، يتذكر مينا نبيل ابن أخيه وأيامه الأخيرة، قائلاً: «كان بيخدم كل الناس مسلمين أو مسيحيين، وربنا بيختار الإنسان الصالح فى الوقت المناسب»، مشيراً إلى أن القرية كلها اكتست بالحداد والحزن عليه وعلى بقية من كانوا معه. يبكى مينا مجلى، أحد أصدقاء «عايد» وهو يتذكر آخر مكالمة بينهما: «ساعدنى وأنا شاب ودلوقتى سافرت ألمانيا وشغال هناك، وكانت مكالمتنا كلها ضحك وهزار وقاللى ما أزعلش منه فى حاجة» يدخل الشاب فى نوبة بكاء قبل أن يكمل: «قاللى الحياة واخدانى من حبايبى ومش عارف أسأل عليهم».