الاتحادية.. احتفالات تتحول إلى مأتم بعد شهداء المقطم
خلافاً لكلّ التكهّنات التى كانت ترنو إلى دموية ليلة أمس الأول، شهد محيط قصر الاتحادية الذى احتشد فيه الملايين من الشعب المصرى، للمطالبة برحيل الرئيس محمد مرسى وتنظيم الإخوان، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، احتفالات وكرنفالات ثورية امتزجت فيها الهتافات الحماسية بالألعاب النارية وبجلسات السمر، لم يعكر صفوها إلا سقوط عشرات الضحايا ما بين موتى، ومصابين فى الاشتباكات الدائرة أمام المقر العام لتنظيم الإخوان فى المقطم، وحالة القلق التى انتابت البعض بعد تردد أنباء عن قدوم القابعين فى رابعة العدوية لفض الاعتصام فى ثلث الليل الأخير.[SecondImage]
محطة مترو حمامات القبة تكتظ بالمشاركين فى تظاهرات الاتحادية، أفواج تغدو إلى المترو وأخرى تذهب ناحية الاتحادية، أعلام مصر ترفرف فى قبضتهم وعلى صدورهم يتدلى كارت أحمر تتوسطته كلمة «ارحل» باللون الأبيض، نور الغروب الباهت يجلوه سواد الليل، الساعة تقترب من الثامنة مساء الأحد، المئات يمضون على أقدامهم سعياً إلى الاتحادية، المحلات أغلقت أبوابها، لا فرق بين مطعم ومحل ملابس، يطل بعض قاطنى الأبراج شاهقة الارتفاع من الشرفات، لمتابعة ما تسفر عنه الحشود الضخمة، بينما البعض الآخر نزل إلى الشارع وشارك رواد المكان فى تجمعات أمام مساكنهم الراقية، تصدع سماعات كبيرة بالأغانى الوطنية، التى يرددها الملتفون حولها، بينما يستمر السواد الأعظم فى السير على الأقدام وصولاً إلى ميدان روكسى.
مسيرة نسائية بقيادة زهرات صغيرات يشدو خلفهن المشاركون بالهتافات المطالبة برحيل النظام والمناهضة لمرسى ومحمد بديع المرشد العام لتنظيم الإخوان.
«فى ناس كتير ماشية وإحنا لسه جايين»، بصوت مسموع يتحدث الشاب العشرينى لصديقه، ينظر إليه رجل أشيب الشعر، مخاطباً الشاب ورفاقه: «مش شرط نكون كلنا موجودين فى وقت واحد، كل واحد منه له دور المهم المكان ميبقاش فاضى خالص»، يبتسم له الشاب، لينتهى الحوار بينهما بتذكير العجوز للشاب بالحضور غداً، ليصله الرد بإيماءات الرأس المصحوبة بتأكيد الاقتناع باستمرار التظاهر، والاعتصام حتى يسقط النظام.
يصل حشد المتظاهرين إلى ذروته فى ساعات الليل الأولى، حيث حصار ملايين المتمردين على حكم الرئيس الإخوانى قصر الاتحادية من 3 جهات، وبينما حجزت البنايات الملاصقة لسور من المتظاهرين من تطويق القصر من الجهة الرابعة، وشهد شارع الميرغنى أكبر تجمع للمتظاهرين، يليه من حيث العدد شارع الأهرام، وأخيراً شارع إبراهيم اللقانى.
أخبار متعلقة:
مصر التى فى «الميادين»
التحرير.. يقضى ليلته بهتافات: «يسقط حكم المرشد» تحت حماية الطائرات الحربية
رابعة.. صلاة وسب «التحرير» فى حراسة 4 مجموعات مسلحة