بالفيديو|«الوطن» فى مكتب «مانديلا».. مراسلات بخط يده وحكمة على الجدران «بالمخاطرة نحصل على الحرية»
في ذكرى ميلاده الـ٩٩ مكتب "نيلسون مانديلا" في مصر يُفتح لأول مرة
سلالم خشبية تكاد درجاتها تنهار صعد عليها عدد من الزعماء والمناضلين، تؤدى إلى الغرفة التى كان يجلس فيها المناضل الأفريقى «نيلسون مانديلا» أثناء وجوده فى مصر، بالجمعية الأفريقية فى الزمالك.
«الوطن» دخلت الغرفة المغلقة منذ آخر زيارة لـ«مانديلا» إلى مصر قبل 22 عاماً: طبقات التراب أخفت لون الأرضية، وبيوت العناكب زحفت إلى الجدران بجوار صور المناضلين الأفارقة، بين الركام والتراب الذى يُخفى معالم الحجرة، تظهر لافتة تعلو مكتب نيلسون مانديلا بخط يده، تحمل حكمة باللغة الإنجليزية «الحياة بالمخاطرة فقط نحصل منها على الحرية»، أما خطاباته ومراسلاته، فعلى مكتبه كما هى، لم يمسسها أحد.
غريب مبارك، 72 عاماً، حارس الجمعية قال: «أنا بقالى سنين شغال بواب فى الجمعية الأفريقية، ماشوفتش موكب ولا احتفالية زى اللى اتعملت لـ(مانديلا) لما جه مصر»، مسترجعاً ذكرياته مع زيارة نيلسون مانديلا إلى مصر عام 1990، عندما استقبلته «الجمعية الأفريقية» بالزمالك، فالشوارع امتلأت بمعجبيه من جميع الفئات العمرية من الأفارقة والمصريين المؤيدين له: «الناس اللى بيحبوه سدوا الشوارع، لدرجة أن فيه منهم طلعوا على سطوح العمارات اللى جنبنا علشان يشوفوه ويهتفوا باسمه».
كان «مانديلا» قريباً من الجميع، لم يرد طلباً لأىٍّ ممن قطعوا مسافات كبيرة ليحصلوا على توقيعه أو صورة معه: «كان متواضع قوى ومحترم، والناس كانوا حواليه من كل مكان وهو ماتضايقش من الزحمة، بالعكس كان بيبعد الأمن عنه علشان يسلم عليهم، وكانت حجرته فيها كل الجوابات والرسايل اللى بتتبعت له، ومحدش دخلها من بعده».
عرف «مانديلا»، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بتواضعه وحبه لتكوين العلاقات الإنسانية، فلم يخجل من السؤال عن حارس الجمعية السابق «عم عشماوى» عند علمه بمرضه، حسب «غريب»: «عم عشماوى عاشره أكتر منى، وكان بيكلمه بالإنجليزى، لدرجة أنه لما تعب، لاحظ غيابه وسأل عليه».
محمد محسن، صاحب محل بقالة بمحيط الجمعية يقول: «ماكنتش أعرفه، ولما عرفت أنه كان سياسى مناهض لنظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا، وكان رئيس جنوب أفريقيا، حسيت أنه جاى يتكلم عن قضيتى ويقول إنه محدش يضطهدنى علشان بشرتى سمرا زيه، رُحت مع العيال من سنى وفضلنا واقفين مستنيين لغاية ما وصل»، مضيفاً: «دلوقتى لما كبرت وبقى عندى 45 سنة، فخور إنى شوفته، وباحكى لعيالى إنى كنت من الناس اللى شافته لما جه مصر».