تربويون: كثافة الفصول تُدمر العملية التعليمية والحل فى التبرعات
على يحيى خبير تربوى ومدير إدارة تعليمية سابق بكفر الشيخ
عبر عدد من الخبراء التربويين بمحافظة كفر الشيخ، عن قلقهم البالغ من ارتفاع كثافة الفصول الدراسية فى كافة مدارس ومراحل المحافظة، الأمر الذى يهدد استيعاب الطلاب، ويتسبب فى ضياع يومهم الدراسى بلا فائدة، ما يتطلب ضرورة تدخل الجهات المعنية والمسئولة عن التعليم فى المحافظة بإنشاء فصول ومدارس جديدة لاستيعاب حجم الطلاب المتزايد، وعدم ترك الأمر على ما هو عليه الآن، حتى لا ينهار التعليم فى المحافظة بشكل تدريجى.
وقال على يحيى، خبير تربوى ومدير إدارة تعليمية سابق بكفر الشيخ، إن الكثافة الطلابية داخل الفصول لها مشاكل كبيرة فى إفشال العملية التعليمية، خاصة أنها لا تساعد المُعلم على محاورة كافة الطلاب داخل الفصل الواحد، بالإضافة إلى أنها تمثل إرهاقاً كبيراً على المعلم، ومن ثم لا يمكنه تحديد مستوى طلابه وأحياناً عدم التمييز بين المتميز والسيئ، كما أنها تسبب مشكلات عديدة للطلاب، أهمها عدم استيعاب ما يقوله المعلم، ومن هنا يأتى اهتمامهم بالدروس الخصوصية، على حساب الفصول الدراسية فى المدرسة، وخاصة فى الحصص العملية التى لا يستفيد منها الطالب، لعدم وجود معامل مجهزة وكافية لهذا العدد الكبير من الطلاب، وعدم تمكن المدرس من متابعة كافة أعمالهم أثناء التجارب والدروس العملية. وأوضح «الخبير التربوى»، أن الوسائل التعليمية المتاحة داخل الفصل لن تكون متاحة لكافة الطلاب بسبب زيادة الكثافة وبالتالى لن يكون هناك تفاعل من قبل الطالب، كما أن الطالب لن يكون بإمكانه الاستفادة من الأنشطة الطلابية بسبب ارتفاع الكثافة داخل الفصل الواحد، ومن هنا يتطلب الأمر ضرورة بناء فصول جديدة ومدارس - إن تطلب الأمر-، ولحين فعل ذلك، يكون العمل بنظام الفترتين الذى يعد الحل القوى والفعال فى ظل ضعف إمكانيات هيئات الأبنية التعليمية فى المحافظات.
مدير إدارة سابق: الكثافة تُرهق المدرس والتلميذ وتفتح الباب على مصراعيه أمام الدروس الخصوصية
وطالبت جهاد يوسف، خبير تربوى بمحافظة كفر الشيخ، منظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال بضرورة التدخل من أجل بناء مدارس جديدة على الطراز العالمى، من أجل النهوض بالعملية التعليمية فى مصر، والتى تبدأ بترغيب الطلاب فى مدارسهم، وإحساسهم بالراحة والمتعة فيها، وأنه يتعين على الجهات المختصة تيسير قبول تبرعات الأهالى وسرعة إنهاء الإجراءات التى تعوق أداء المشاركة المجتمعية، على أن يتم البدء فى التنفيذ بالمدارس الآيلة للسقوط والتى تحتاج لصيانة سريعة، أو تلك التى توجد بها كثافة طلابية مرتفعة، وتتسبب فى منع الطلاب من التحصيل أو استيعاب المواد بشكل كامل.
وأضافت «يوسف» أن الكثافة الطلابية بشكل عام، تهدد استراتيجيات التعليم السليم، لذا فالقضاء عليها يعد الخطوة الأولى فى مراحل بناء بيئة تربوية وتعليمية سليمة وتجنباً للصعوبات التى تواجه المعلم والطالب، قائلة «الكثافة تؤدى للفوضى وعدم تمكن المعلم من السيطرة على الطلاب فى الفصل الواحد حال وجود كثافة بالإضافة إلى عدم القدرة على ضبط الصف إضافة إلى معاناة فى تصحيح كم الدفاتر الطلابية والأنشطة والاختيارات والامتحانات بشكل دقيق مما يشكل عليه عبئاً وجهداً واستقطاع وقت كبير من المعلم، ولن يكن بمقدور المعلم التمييز بين مستوى الطلاب إلا من خلال نتائجهم فى الاختبارات والامتحانات وليس مقياس المشاركة والتفاعل، ومن هنا يصعب على المعلم الإبداع فى طرق التدريس».
وطالبت الخبير التربوى، الجهات المعنية بضرورة العمل على تحسين مخرجات التعليم للارتقاء به داخلياً، لأن الدولة لا يمكنها بمفردها حل كل المشكلات التعليمية القائمة، وعلى رأسها العجز الشديد فى بناء المدارس لضعف الميزانية المخصصة لقطاع التعليم فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، وعليها أن توفر أراضى لرجال الأعمال والقطاع الخاص لإنشاء المدارس عليها للتغلب على الكثافة بالمدارس وخاصة بالمحافظات.