الطالب المصرى «مطحون».. حتى إشعار آخر
صورة أرشيفية
يضرب جرس الحصة الأولى، يدخل مدرس وراء الآخر، حتى يأتى ميعاد الانصراف، ينطلق الطلبة بسرعة شديدة خارج أبواب المدرسة، وكأنه هروب من نظام تعليمى فاشل، هم ضحاياه، ومعاناتهم فى الداخل مع اليوم الدراسى الطويل الخالى من أى نشاط ترفيهى تستمر فى الخارج حيث يحملون فوق ظهورهم شنطاً ممتلئة عن آخرها بكتب وأدوات مدرسية، أجساد ضئيلة تحمل فوق طاقتها، ويزيد العبء عليهم بعد الوصول إلى المنزل حيث الواجبات المدرسية التى يقضون أمامها ساعات طويلة.. هذا هو حال الطالب المصرى وما يتعرض له من مشاكل صحية ونفسية بسبب نظام تعليمى عقيم رصدها مجموعة من الأطباء لـ«الوطن» وهم: د. جمال فرويز، استشارى الطب النفسى
د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية ود. هشام عزام، استشارى العظام بمعهد ناصر
مشاكل صحية ونفسية يتعرض لها بسبب نظام التعليم المعتمد على الحفظ
الشنطة المدرسية:
ثقل الشنطة وتخطى وزنها 15% من وزن الطفل، يؤدى إلى ألم مستمر فى الكتف والرقبة، بالإضافة إلى آلام مزمنة فى الظهر، قد تؤدى إلى تشوهات فى العمود الفقرى، خاصة فى فترة النمو، ومن الممكن أن تؤثر على نموه بشكل عام.
الواجبات المدرسية:
كثرتها تؤدى إلى اتجاه الطالب للسلوك العنيف نتيجة لكثرة الضغط عليه ومطالبته بتحمل ما هو فوق قدرته أو طاقته، وقد يصل الأمر بالطالب مع الوقت إلى مرحلة العناد إذا زاد ضغط المذاكرة عليه، وبالتالى المحصلة النهائية ستكون عكسية.
يوم دراسى طويل بلا أنشطة:
غياب دور النشاط الثقافى والرياضى والفنى، يجعل الطالب لديه مخزون كبير من الطاقة المكبوتة، غير المفرّغة ومن الممكن أن تتحول إلى طاقة سلبية أو سلوك عنيف فيما بعد.
كثافة الفصول:
تؤدى إلى عدم تركيز الطالب وعدم فهمه للمعلومات والدروس أثناء الشرح، بالإضافة إلى سوء حالة الطالب النفسية، وشعوره بأنه بعيد كل البعد عن المدرس.
المناهج «حفظ وتلقين»:
تؤثر على الطالب ذهنياً بالسلب، تجعله فاقداً القدرة على التركيز بسبب عدم استخدام عقله، يصل إلى مرحلة يصبح فيها كالـ«بصمجى». الحفظ دون فهم يؤدى إلى مشاكل كثيرة منها التشتت، التوهان وعدم القدرة على التصرف فى مرحلة ما بعد الدراسة، خاصة فى سوق العمل.
محصلة التعليم المصرى:
وضع تعليمى يفرز طالب علم بلا ثقافة، عرضة للإصابة بالدونية والاكتئاب، بالإضافة إلى الشعور بعدم الانتماء والرغبة الدائمة فى الهجرة بعد التخرج.