فى واقعة حفلة مشروع ليلى، الذى ضم نسبة شباب ومراهقين كبيرة أفزعت الرأى العام المصرى حيث امتلأت السوشيال ميديا وبرامج التوك شو بتغطية الحدث الجلل، بين مهاجم ومدافع، فى أمر قديم قدم قوم لوط وحديث يحدث يومياً فى جميع أرجاء العالم.
ربما كان أكثر ما أفزع المصريين هو المجاهرة والاحتفال بعطب إنسانى وخلل أجدر به العلاج والفناء، ووجود هذا العدد الكبير من المشاركين الذين كان أغلبهم من فئة المراهقة، وبين قائل بأنه مرض نفسى يستوجب العلاج وبين آخر يذكّر بالعقاب المجتمعى والدينى كونه انحرافاً عن ناموس الكون، وقانون الطبيعة، كانت تعليقات الجميع المتباينة.
إن حللنا الأمر بالمنطق والعقل والصراحة، فالمثلية الجنسية ما هى إلا فعل شاذ، والشذوذ هو الخروج عن النص والمألوف والطبيعى، فالله تعالى خلق آدم وحواء ولم يخلق صنفاً واحداً يتزاوج ذاتياً.
كيف استحدثت هذه الفِعْلة ولماذا!! لأن هناك من يحلل بأنها مرض نفسى أو خلل جينى، لكن التاريخ يخبرنا بأنه فى رحلة الشيطان الأزلية ضد الإنسان دخل له من أبواب عدة، الكفر، الإلحاد، الزنى، القتل، السرقة، إلى آخره من مخالفات ومحرمات، وكان الشذوذ أحد تلك المداخل الشريرة، والدليل القاطع والبرهان، هو حال وهيئة وصفات وحياة الشواذ، أيستقيم مثلاً الشذوذ مع الصلاة أو الانضباط الأخلاقى والإنتاج والعمل وتكوين الأسر وإعمار الكون!!!؟
أتحدى، فلأصحاب هذه العادة شكل وطبع خاص، هُم أناس منغلقون على دائرتهم، يتصورون بأنهم أناس أكثر حساسية، وأن العالم لا يشعر بهم، وغالباً يخرجون عن الارتباط بأى ديانة، فالدين أى دين يرفض ما يفعلون، يعتنقون أفكاراً إلحادية ويستمعون لموسيقى صاخبة فى حفلات يعلو بها صوت المخدر والسكر وكل صنوف التمرد على نظام الكون وقواعده وتشريعاته.
وسواء كانت هذه الآفة مرضاً أو انحرافاً متعمداً، فهى بكل الأحوال فعل مرفوض محرم، يلزم إيقافه فوراً والتحقق من عدم انتشاره من خلال الخطوات التالية:
أولاً: حماية أبنائنا وبناتنا وإغداق الحنان عليهم دون دلال مفسد.
ثانياً: خلق مساحات ثقة وصداقة مع الأطفال، وهم بسن صغيرة جداً والتأكيد على آذانهم دوماً أننا بقربهم ندفع عنهم الشرور ونحميهم وأننا نثق بهم وازدياد هامش هذه الثقة كلما كبروا بالعمر.
ثالثاً: المبادرة بإخبار الطفل بسن بدء الكلام، أن من يؤذيهم يعاقب، وأنه ليست كل أوامر الكبار أو الأصدقاء مجابة.
رابعاً: عدم الفصل السخيف والساذج بين الأولاد والبنات، بل يجب إدماجهم فى علاقات صداقة وإخاء مراقبة وبقواعد وأصول.
خامساً: عدم الاستسهال بالتربية والاستخفاف بملاحظات مهمة من شأنها كشف أى خلل مبكّر بشخصية الطفل.
سادساً: بحياة الأولاد جميعاً أصدقاء، منهم الصالح، وبعضهم سيئ لدرجة الأذى، لذا وجبت المراقبة الدائمة.
سابعاً: قبل أن يأتيك الخطر من الخارج، أَعْط أبناءك التطعيمات واللقاحات اللازمة، اشرح لهم بحسب فئاتهم العمرية أنواع الشرور المحيطة. وأنهم يجب ألا يكونوا بعيدين عن أماكن الحماية، كذلك اشرح لهم بطريقة محببة الفرق بين الأنثى والذكر. اجعل كل جانب يفخر بمواصفاته وينجذب بطريقة مهذبة إلى الطرف الآخر، وليس لذات الجنس.
ثامناً: بعض الشك والحذر مفيد، فإن لمستم خللاً، عليكم بسرعة استشارة إخصائيى السلوك، ليكون لدينا مواطنون صالحون نافعون.
تاسعاً: واجه احتمالات الشذوذ باستباق زرع الرجولة والنخوة بأبنائك الذكور، وبزرع الرقة والالتزام فى بناتك الإناث.
عاشراً: أبناؤك أولى الناس برعايتك، فاهتم بهم وبتربيتهم وتقويمهم.
وأخيراً والأهم، سموا الأشياء بأسمائها دون تحايل أو خجل يمكن أن يورط بمشاكل أكبر. حفظ الله مجتمعنا معافى سليماً.