مدرسة «طلعت حرب وعبدالخالق ثروت».. كاميرات مراقبة تتصدى لـ«التزويغ»
المدرسة التوفيقية
لافتة خشبية متهالكة، «مدرسة التوفيقية الثانوية بنين تأسست عام 1881»، ينظر إليها محمود سعيد، ولي أمر أحد الطلاب، بينما يدخن سيجارته، ينظر في ساعته، بعدما طال انتظاره لأكثر من ساعة ونصف.. «المدرسة تحترم تاريخها ومواعيدهم مضبوطة بالثانية المفروض البوابة تفتح دلوقت لأولياء الأمور عشان يدخلوا يدفعوا المصاريف»، تمضي ثوانٍ قليلة، قبل أن تفتح المدرسة أبوابها في استقبال العشرات من أولياء الأمور.
حافظت المدرسة على وقارها لما يقرب من 140 عامًا، فبحسب شهادة الأهالي القريبين منها، فهي معروفة بتخريج «المهندسين والدكاترة»، وهو السبب نفسه الذي دفع «محمود» إلى التحاق ابنه في المدرسة.. «عارف تاريخها كويس وكل الناس بتشكر فيها ورغم أن ساكن بعيد لكن كنت حريص أن ابني يدرس فيها عشان يطلع بشمهندس زي محمد ابن خاله».
مبنى المدرسة العتيق، كان قصرًا بناه والي مصر محمد سعيد باشا في عام 1855، على الطراز الفرنسي، قبل أن يتنازل الخديوي توفيق عنه، ويمنحه لنظارة المعارف «وزارة التعليم»، في عام 1881، ليصبح مدرسة ثانوية تخرج الطلاب حتى الوقت الحالي.
على مدار السنوات الماضية الطويلة، خرجت المدرسة الكثير من الأعلام في مجالات السياسة والأدب والفن، أبرزهم عبدالخالق ثروت باشا، رئيس الوزراء، وعبدالفتاح يحيى باشا - رئيس الوزراء، ومحمد محمود باشا رئيس الوزراء، والفريق أول يوسف صبري أبو طالب، وزير الدفاع الأسبق، والدكتور رفعت المحجوب، رئيس مجلس الشعب الأسبق، إضافة إلى طلعت حرب أبو الاقتصاد المصري، والفنانون عماد حمدي وعبدالوارث عسر ويوسف شعبان.
على مقربة من بوابة المدرسة، وقف «أحمد حسن»، أحد طلاب الصف الثالث الثانوي بالمدرسة، شعبة العلمي رياضة، يرتدي «تي شيرت» أحمر هو الزي الرسمي لمدرسته، أكثر ما يضايقه هو أن أبواب المدرسة تغلق أبوابها في الثامنة صباحًا، وفي حال التأخير حتى لو خمس دقائق لا يسمح بدخول الطلاب ويكتب في دفتر الغياب.
«إجراءات مشددة» وفق وصف «حسن»، لـ«الوطن» تتخذها المدرسة لمنع «تزويغ» الطلاب، تمثلت في وضع كاميرات مراقبة في الأماكن التي اعتاد الطلاب التزويغ منها، إضافة إلى وجود مدرسين بشكل شبه دائم أمام البوابة، إلا أن تلك الإجراءات لم تمنع الطلاب من التزويغ.. «في نص اليوم فيه طلبة كتير بتنط من فوق السور ولا بيهمها حاجة».
بالرغم من الشرح الجيد في المدرسة إلا أنها لا يمكن أن تكون بديلًا عن الدروس الخصوصية، وفق «حسن» والذي يؤكد أنه على عكس أغلب المدارس فإن نسبة الحضور كبيرة حتى بين طلاب الصف الثالث الثانوي.