وقعت وزيرة التضامن الاجتماعى، الدكتورة غادة والى، مذكرة تعاون مع عدد من شركات المحمول، بحضور وزير الاتصالات المهندس ياسر القاضى، لإتاحة خدمة تحويل أموال النفقات الشهرية للسيدات المستحقات من بنك ناصر الاجتماعى عبر خدمة التليفون، وذلك على عدة مراحل، المرحلة الأولى دفع النفقة الشهرية لأكثر من 100 ألف عميلة من السيدات المستحقات للنفقات الشهرية بشكل إلكترونى آمن أول كل شهر، تليها مرحلة أخرى لمشتركى صندوق الأسرة وكرامة وتكافل وصناديق المعاشات والتأمينات التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، ويعد هذا الإجراء خطوة مهمة على عدة مستويات، ليس فقط على مستوى توفر الوقت والجهد دون الحاجة للذهاب للبنك أو أماكن الصرف، وإنما هى خطوة مهمة لتحقيق عدة أهداف، منها:
- الأمان والحماية من السرقة، حيث تستطيع المستفيدة من النفقة سحب الأموال فى سهولة وسرعة وأمان من خلال أقرب فرع لمنزلها، الذى بالقطع سيكون قريباً جداً، نظراً لاتساع شبكة الصرف بالتليفون لأكثر من أربعين ألفاً.
- التحكم فى الأموال حيث تستطيع السيدة سحب احتياجاتها فقط وليس كامل المبلغ الذى تتسلمه وتضعه فى المنزل عرضة لأخذه من شخص آخر من المقيمين معها وصرفه فى غير المصارف التى تحتاجها السيدة لها ولأولادها.
- خطوة فى اتجاه الإدماج المالى وكسر الحواجز النفسية بين النساء والتعامل مع المؤسسات المالية، فمصر تعانى من انخفاض حاد فى نسبة المتعاملين مع البنوك، ويزيد هذا الانخفاض بين النساء، وهو أمر يعبر عن مشكلتين، الأولى أزمة ثقة فى النظام المالى والمؤسسات المالية والبنكية، الثانية ضخامة حجم التعامل النقدى خارج أى منظومة مالية أو رصد أو متابعة أو تحليل ما يعد خطراً حقيقياً على المستوى الاقتصادى والأمنى.
- خطوة تعليمية بسيطة ومهمة للسيدات حول التعامل مع الأموال خارج المحفظة الشخصية «البوك» إلى محفظة شبه رسمية إلكترونية «التليفون»، ذلك بشكل آمن، أيضاً كيفية استخدام رقم سرى شخصى مكون من 6 أرقام لتنفيذ أى معاملة، فيما يعد ألف باء فى محو الأمية المالية.
اللافت للنظر أنه رغم كم المميزات فى هذه الخطوة إلا أن استخدامها اختيارى لمن تحب، وهو أمر إيجابى ألا نفرض على الجمهور المستهدف تصوراتنا حول ما هو الأفضل لهم، فالمتابع والمعنى بالقضايا الاجتماعية يعرف جيداً أن ليس كل ما يعتقده صانع القرار جيداً هو جيداً للناس، فقد نتخيل أن توفير خدمة قريبة من المنزل أفضل ما تتمناه المرأة أو متلقى الخدمة، لكن لبعض الفئات قد يحرمهم من فرصة للخروج والتواصل الاجتماعى فى أماكن صرف النفقة أو المعاش، ففى حياة الكثيرين ومنهم المرأة غير العاملة وبعض كبار السن لا يوجد أمر يدفعهم للخروج من المنزل، ومن ثم يتحول مشوار المعاش إلى مناسبة شهرية للخروج والتواصل مع آخرين نشأت بينهم صداقة من اللقاء الشهرى، ومن ثم فرض أى نظام مهما كانت مميزاته وتعميمه على الجميع ليس صائباً، لذا حسناً فعلت الوزيرة أن جعلت هذا الإجراء اختيارياً لمن يريد.