«السيدة نفيسة».. السور مهدوم.. ومياه الترعة المجاورة تدخل الفصول فى الشتاء.. والدراسة تبدأ متأخراً
مدرسة السيدة نفيسة دون سور
سور مهدم لم يبق منه سوى أطلال، وقطع من الخشب وضعتها إدارة المدرسة لمنع الطلاب من الخروج، وأكوام كبيرة من التراب، وتواجهها ترعة كبيرة تفيض منها المياه وتكاد تصل إلى الأسوار، حينما يزداد منسوبها فى فصل الشتاء لتغرق مدرسة السيدة النفيسة التى تقع جنوب محافظة بورسعيد، ولا يستطيع الطلاب الذهاب إليها.. المدرسة تعانى من الإهمال سواء فى التعليم أو معدلات الأمان بسبب عدم وجود سور يحمى الطلاب من الأخطار بل وصل الأمر بالمسئولين إلى استكمال أعمال البناء فيها أثناء اليوم الدراسى.
«إبراهيم»: منعت ابنى من الذهاب للمدرسة بسبب الإهمال.. و«زيادة»: أبناؤنا يواجهون الموت
يقول السيد إبراهيم، ولى أمر طالب بمدرسة السيدة نفيسة الابتدائية، إنه يرفض ذهاب أولاده للمدرسة فى ظل استمرار البناء خلال اليوم الدراسى، فى الوقت الذى تعيش فيه خديجة سلام معاناة كبيرة بعدما أصيبت ابنتها، حيث تعرضت لحادث سير وصدمتها سيارة أثناء خروجها من المدرسة لعدم وجود سور يحميها، مؤكدة أن المسئولين فى التربية والتعليم لم يهتموا بالأمر وكأن الحدث عادى، مضيفة «لو كانت من أبنائهم كانت الدنيا تقف على رجل واحدة، حسبى الله ونعم الوكيل فى المسئولين يهملوننا لأننا قرية فقيرة».
عدم وجود سور ليس وحده هو الذى يهدد الطلاب، حسبما أكد أحمد عبدالفتاح، ولى أمر طالبة، مضيفاً أن المدرسة تبنى مبنى مجاوراً لها ويتعرض الأطفال لمخاطر وإصابات من مواد البناء والحفر، وعندما اشتكى الأهالى قاموا بعمل سور من «الشبك» بين منطقة البناء وبين المبنى الدراسى.
وقالت والدة الطالب أحمد الدسوقى، طالب بالصف الرابع الابتدائى، إن المدرسين يحضرون من بورسعيد نحو الساعة 9 والنصف بعد بدء اليوم الدراسى بساعتين ويغادرون المدرسة فى الحادية عشرة والنصف، ليلحقوا بالأوتوبيس المخصص لهم، وبالتالى التلاميذ لا يأخذون إلا ساعتَى دراسة فقط يومياً، وعندما نشتكى يعللون ذلك بنقص المدرسين.
أما محمد زيادة فوقف إلى جوار سور المدرسة، وقال إن المدرسة حدث بها ماس كهربائى أكثر من مرة بسبب مياه الترعة التى تغرق المدرسة، ويتعرض أبناؤنا للخطر، لذلك نخاف عليهم ونمنعهم من الذهاب للمدرسة فى أغلب أوقات الشتاء، الأمر الذى يترتب عليه تسرب كثير من الطلاب من المدارس فيما بعد لعدم جدية واستمرار الدراسة.
«زيادة» تحرك إلى شط الترعة، وأشار إلى منسوب المياه فيها، مؤكداً أن هذا الارتفاع الموجود الآن قليل للغاية بالنسبة لما يحدث فى فصل الشتاء، حيث تغرق الشوارع والبيوت، وتصل إلى الفصول، وتابع أن الطلاب يأخذون إجازات كثيرة خلال الشتاء لأن المدرسة مطلة على ترعة، وهى أقرب من البيوت نفسها للترعة، والمياه ترتفع ولم يتم إيجاد حل لهذا الأمر رغم الكثير من الشكاوى التى يمطر الأهالى بها المسئولين دون جدوى.
ويتذكر «زيادة» حينما يعود ابنه من المدرسة وهو غارق فى المياه، مشيراً إلى أن الأزمة تكمن فى عدم اهتمام المسئولين بالقرى الفقيرة فى الجنوب، ورغم ما نعانيه من إهمال فيبقى تمسك الطلاب وأولياء الأمور بالتعليم هو الرابط الوحيد.