شكلك عجزت
مابقتش بتستحمل أوجاع
أو حتى حنين
ما بقتش بتتعامل عادي مع بني آدمين
فين الأيام اللي كنت بتسمع للناس فيها
والناس كانوا دايماً يستنوك
جه الوقت عليك إنك تستنى الناس
وتدوّر بينهم على ناس يصونوك
عجزت يا واد
تجاعيد وشك ماهياش تجاعيد
دي آثار الحرب اللي ما بينك وما بين الحزن
ومحدش في العالم يعرف إن إنت أسير
غير ورق الشعر
غير نبرة صوتك في غناك فيروز
غير قهوة بتشربها تضمك من غير تفكير
محدش في العالم يعرف أن إنت أسير
وبقالك يجي ٢٠ سنة بتحاول تكسر في قيودك
البحر حزين يا صديقي الطيب من غيرك
وسألني امبارح من خوفه عليك
"راح فين هو، طمني عليه؟!"
معرفتش ارد سؤاله بإيه
غير إنك هتجيله قريب
غير إنك لساك زي زمان طيب
بتحب الناس
والناس أغلبهم مش فاهم حبك
وهنا بيكون جوف المعاناه
-مين المهتم ؟!
إياك تهتم وتستناه
لا تزيد تجاعيدك تلقائي
وما احسش باللي بيجرى معاك
إنت المفروض من غير مطرود تطلع براك
وتشوف العالم بيشوفك إزاي
أشبه بالناي بتنزف مزيكا من غير صاحب
بتنادي عليه بعلوّ صراخك
علشان المشهد يتكوّن
أشبه بالبيت من غير ألوان
أبيض وأسود عمرك كله
وكإنه فيلم قديم جداً، ملهوش جمهور
موضة قديمة وخلاص بتبور
قرّب شوف شكلك عامل إزاي فيها!
ماتخفش ده انت، متلوّن بعفار الأيام
إتحوّل دمك في الشرايين لحزن وأوهام
بتحارب روحك وجروحك مش عاوزة تلم
فـ الناتج الصورة اللي في عينك دلوقت
دوبليرك أهو شبهك بالظبط ولو دققت
هتشوف الفيلم من الأول
قبل ما تتحول للي انت عليه،
عجزت يا بيه
وبقيت بتعيّط كالعادة بس لجوا
وبتفرش حزنك في ملامحك
ساكت على طول
لا هقلّب في الماضي بتاعك
ولا حتى تجاربك
ولا حتى هراجع على حكاويك
أنا بس هقول
إنك أذنبت بنفسك فيك
ودليلي مرايتك اللي انت نسيت شكلك فيها
وبقالك يجي ساعتين قاعد تسأل على نفسك
وتقولي ده مين؟!
ده يا سيدي جريمة البني آدمين
الناتج الظاهر والملموس
من ضرب الطيبة في حُسن النية
وفي التفكير واجمع ع الكل الخوف والصمت
واطرح عُمرك
هتكون الصورة المهزوزة على أي إزاز
تلك الكمانجا المكسورة
الوش اللي بيكبّر أثناء حبسه فـ خشب البرواز
هتكون الشخص اللي بيعدي مفارق الدنيا
بروح باهته وعقل مشوّش وكيان مهزوم
مشروع إنسان انتهى خالص قبل بدايته
مشروع "طيب" اترمى في وسط حواري النوم
هربان بيهرب من هاربين على إنه هيلقى فـ يوم مأوى
والدنيا ماهياش الدنيا كما في الحواديت
والعجز مش شرط يكون عجز الصورة
أحيانا بيكون عجز الأرواح
كلنا حُزَّن بيداووا جراح
نفس الحالة بمليون تشبيه
"والشيء يبدو جامداً مالم يَشُبْهُ قليلٌ من التشويه"
ومين فيكوا يعرف أو عنده دراية
باللي بيحصله واللي بيوصله
في كل نهاية
فعشان نتجنب فعل الأيام
وعشان مانموتش من الصدمة
لازم دايما نقف قدام أي مراية
ونشوف الناتج وندقق
والصورة إن كان ما فيهاش خدشة
فهقول لك برضه بدون تفكير إنك عجزت