«السيسى»: «اللى يتصور إن اللى بنعطيه للمرأة تفضُّل أو كرم من الرجل.. فهذا كلام لا يليق»
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال مشاركته فى جلسة «دور المرأة فى صناعة القرار»
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن الإرادة السياسية وحدها لا تكفى لتمكين المرأة بل يجب تغيير الثقافة المجتمعية أيضاً، وإن المواقع القيادية التى وصلت إليها ليست تفضلاً من الرجل عليها بل بفضل مجهودها، مشيراً إلى أن الثقافة المجتمعية فى مصر والعالم العربى حاجبة لأهمية دور المرأة، ولابد من تغيير ذلك من خلال المنابر الثقافية والدينية.
الرئيس: بعض المفاهيم غير منصفة فى المجتمع المصرى لدور المرأة وثقافتنا حاجبة له.. ويجب على الإعلام والمؤسسات الدينية العمل على تغييرها
وشدد السيسى، خلال جلسة «دور المرأة فى صناعة القرار» فى إطار فعاليات اليوم الرابع لمنتدى شباب العالم، أمس، والتى تحدث خلالها عدد من المتحدثات من بينهم الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة، على دور المرأة العظيم فى تغيير المجتمعات وتحريكها للأمام، منوهاً بأن المرأة المصرية لعبت دوراً واعياً فى مواجهة الإرهاب والتطرف خلال ثورة 30 يونيو، كما أنها على مستوى العالم تكافح الإرهاب الذى يستهدف تدمير الأمم، موضحاً أن على الجميع أن ينحنى أمام التضحيات التى تقدمها المرأة المصرية، وأن الدولة ستسعى لعمل برامج تأهيلية لدعم وصول المرأة لمواقع اتخاذ القرار.
وأشار الرئيس إلى أنه يجب علينا أن نعمل على إعادة الصورة الحقيقية للمرأة المصرية حتى تحصل على ما تستحقه، موضحاً أن المرأة موجودة فى كل مكان وتقوم بدور أكثر من رائع سواء فى البيت فقط أو البيت والعمل، ولها تقدير كبير جداً فى نفسى، قائلاً: «اللى يتصور إن إحنا اللى بنعطيه للمرأة تفضُّل أو كرم من الرجل كلام لا يليق».
وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، إن الرئيس استمع إلى ما طرحته المتحدثات حول التحديات المتعلقة بتمكين المرأة فى مختلف المجتمعات، وما تقوم به الحكومات من إجراءات سعياً لترسيخ ثقافة المساواة والتمكين وعدم التمييز.
وأضاف «راضى»، أن «السيسى»، أكد خلال مداخلته على تقديره الشديد للمرأة ودورها بالمجتمع، منوهاً بوجود بعض المفاهيم غير المنصفة فى المجتمع المصرى التى تغفل الدور العظيم للمرأة ولا تمنحها التقدير المناسب، أخذاً فى الاعتبار ما تسهم به فى رعاية الأسرة وتنشئة الشباب، موضحاً أهمية العمل على تغيير هذه الثقافة والمفاهيم، مشيراً إلى أن الإرادة السياسية وحدها ليست كافية، بل يجب أن يعمل على إحداث هذا التغيير جميع أطياف المجتمع، بما فى ذلك وسائل الإعلام والمؤسسات الدينية، بالنظر إلى تشابك العوامل الثقافية المرتبطة بذلك.
«مايا»: مشكلة دور المرأة فى صنع القرار تحدٍّ عالمى.. ورانيا المشاط: مشاركة المرأة للرجل فى سوق العمل أنعشت الاقتصاد المصرى بنسبة بلغت 30%
واستعرض الرئيس، الدور العظيم الذى تقوم به المرأة فى حياة الأمم والمجتمعات، لافتاً إلى دورها الكبير فى مصر تحديداً، حيث تتولى المرأة العاملة رعاية شئون الأسرة والبيت وتقوم بمسئوليات متعددة، وذلك بالإضافة إلى مشاركتها بفعالية ومسئولية فى الأحداث السياسية التى مرت بها مصر خلال السنوات الماضية، وكانت فى مقدمة من حافظ على الدولة ودعمها فى مكافحة الإرهاب، نبعاً من شعورها بالمسئولية تجاه أبنائها وأسرتها ومجتمعها.
وأكد «السيسى»، ضرورة عدم التغافل عما تقدمه المرأة من تضحيات وما تقوم به من دور مؤثر فى حماية الوطن، داعياً الشباب إلى احترام المرأة والانحناء أمام تضحياتها، مؤكداً أن الرجال الحقيقيين يجب أن يقدروا دور المرأة ويعطوها حقوقها المستحقة.
وأكد، فى ختام مداخلته على دعمه لفكرة تنظيم برامج متكاملة لتمكين المرأة وإعادة رسم الصورة الحقيقية للمرأة المصرية بالمجتمع، حتى تأخذ المكانة التى تستحقها، فضلاً عن العمل على تصويب سلوكيات المجتمع إزاء التعامل مع المرأة، مؤكداً أن جميع الأديان السماوية تحث على المعاملة الحسنة للمرأة واحترامها، منوهاً بأن مفهوم تمكين المرأة لا يقتصر فقط على توليها المناصب القيادية، ولكن أن يتم احترام المرأة بشكل حقيقى وتقديرها من جميع أطياف المجتمع.
وقالت «مايا» إن مشكلة دور المرأة فى صنع القرار ليست فى مصر فقط، بل هو تحدٍّ عالمى، موضحة أنه يوجد فى العالم 9 رئيسات دول، و14 رئيسة وزراء، كما أن نسبة مشاركة المرأة فى البرلمان 24% فقط، و20% فى قيادات المجتمع المدنى، وتابعت: «وصول المرأة لمركز صناعة القرار يتطلب العديد من الخطوات، أولاها أن تكون هناك إرادة سياسية فى الدول بذلك»، موضحة أن تعيين السفيرة فايزة أبوالنجا لملف الأمن القومى، أعطى بارقة أمل لكسر الحاجز الزجاجى، كما أن تخطيط البلد بالكامل فى يد «سيدة».
وأضافت رئيس المجلس القومى للمرأة، أن هناك نهجاً يُتَّبَع فى الدولة الآن، وهو تمكين المرأة السياسى واتخاذ القرار، موضحة أن هناك رؤية واضحة لنقل دور المرأة مما هو عليه لمرحلة أخرى، بحلول عام 2030.
وقالت «تاتانياس فيروفيسكا»، رئيس مكتب منظمة أيسك لتدريب الشباب بأوكرانيا، إن المرأة على مدار التاريخ كان لها قصص نجاح، سواء كقائدة عسكرية، أو كاتبة، وغيرها.
وتابعت «فيروفيسكا»، «لكن بحلول القرون الوسطى تغيرت نظرة العالم للمرأة، حيث أصبحت مجرد آلة إنجابية وربة منزل»، مضيفة أن «الوضع تغير قليلاً فى القرن العشرين، حيث أعطى للمرأة حق الانتخاب، ولكن لا بد أن يكون لها دور فعال أكثر فى المجتمعات».
وفى جلسة نقاشية بعنوان «كيفية تعزيز المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة»، شاركت خلالها الدكتورة رانيا المشاط مستشار اقتصادى بصندوق النقد الدولى، بدأت الجلسة بتوجيه سؤال إلى «المشاط» وهو: إلى أى مدى تمثل المشكلة الاقتصادية للمرأة تحدياً لمشاركتها السياسية والاجتماعية؟ وردت قائلة: «نقف عند نقطة مهمة، وهى أهمية المرأة فى بناء الاقتصاد نفسه، وأنه توجد نظرة مجتمعية مغلوطة بأن المرأة تزاحم الرجل فى سوق العمل مما يقلل فرص مساندتها فى قرار العمل، رغم أن الدراسات تشير إلى أن مشاركة المرأة للرجل تنعش الاقتصاد بنسبة وصلت فى مصر إلى 30%، وهذا يوضح إلى أى مدى يمكن لإتاحة الفرص المتساوية للمرأة أن يكون له مردود إيجابى على المجتمع بشكل عام».
وأضافت أن مشاركة المرأة اقتصادياً يزيد فرص تنوع منتجات السوق وإنتاجية المجتمع، وأن إتاحة فرص تمكين اقتصادى للمرأة تضع قدمنا على أول طريق تحقيق أحد أهداف التنمية المستدامة وهو المساواة بين الرجل والمرأة، منوهة بأنه يقع على عاتق الإعلام مسئولية نشر الفكر والوعى السليم وتغيير النظرة المجتمعية المغلوطة لفكرة عمل المرأة، وهى نظرة ليست فقط مغلوطة فى مصر أو الشرق الأوسط ولكن فى العالم بأجمعه.