ما الجديد الذي لم يقال عن برنامج صاحبة السعادة.. أعتقد أن كل كلمات المدح قد قيلت وربما استنفذت معناها من كل من قالها.. فأصبح لا يوجد جديد يقال.. ثم دعونا نؤكد أن هناك من يقولها استحسانا وإعجابا عن حق.. وهم غالبا من العاملين في الحقل الفني أو الصحفي أو من ىالمتذوقين الجيدين للفن.. لكن هناك أيضاً من يقولها تملقا وتزلفا ومحاولة للتقرب من الفنانة الكبيرة إسعاد يونس.. لعله يدخل في جزء من دائرة الضوء معها.. وهناك من يقولها مسايرة للموجة.. لكن يبقى أن هناك فئة لا تحب بالفعل إسعاد يونس ولا تحب برنامجها وقابلت البعض منهم وتعجبت لكني لمست في نقدهم رائحة الغيرة أو الاستنكار بمنطق "اشمعنى هي اللي تبقى في المكانة دي".. لكن هذا لا يهمني فهم قلة مندسة وعملاء وبتوع أجندات خارجية.. ولا يعنوني في شيء..
لكن ما يعنيني اليوم أن أتحدث اليوم عن سلبيات صاحبة السعادة.. وستقولون وهل يوجد لصاحبة السعادة سلبيات.. وسأقول لكم أولا الكمال لله وحده وثانياً المدح دوماً يطرب الآذان ويسعد الروح.. لكن النقد البناء قد يضيء مساحات لدى الفنان تحثه على بذل جهد أكبر لعمل وتقديم ما هو أفضل.. وأنا ليس لدي جديد أقوله مدحا لها وقد قلت الكثير من قبل سواء عبر الانترنت أو في وجهها.. فقد نلت شرف صداقتها عبر موقع الفيس بوك مبكراً منذ قبل ثورة يناير ونلت شرف صداقتها في الواقع ولقائي المتكرر بها.. بل أصبحت مديون لها بالكثير والكثير لأنها فعلا تسعد كل من حولها.. ولأنها تعرفني حقاً فلا حاجة لي بالمدح الذي قد يقدمه البعض لها وله هدف من ورائه.. ولهذا قررت أن أقدم نقد هام لها.. فمن الذي سبقني لنقدها!
ودعوني أبدأ من عند الحلقتين الذين تم عرضهم قبل نحو أسبوعين والتي حملتا عنوان "يا تليفزيون يا" على أن نقرأ العنوان كما كتب في رأس المقال " ياااااه تليفزيون ياااااه" وكما قالتها صاحبة السعادة بنفسها في مقدمة الحلقة والفرق واضح في الشكل والمعنى..
فقد أثارت الحلقتين الأخيرتين نوستالجيا شديدة فينا جميعا.. وربما هذا حال معظم الحلقات حيث تلعب الذكريات فيها دور البطل الرئيسي خاصة مع مواليد السبعينات والثمانينات حيث ذكرتنا بكل ما قد نسيناه جبرا مع عوامل الزمن وعوامل التعرية! لكنه بقي مدفونا في الذاكرة في جزء لا نعبث خلف البحث عنه إلا نادراً.. فاستيقظ هذا الجزء فجأة يبحث عن ذكريات قديمة حينما كانت التليفزيون المصري ذي الثلاث قنوات قبل عصر الفضائيات نجم في برامجه ومسلسلاته.. وحينما كان لكل برنامج موسيقى لا تخطئها الأذن فنسعى لمشاهدة البرنامج فور سماع صوت موسيقاه لو جاءت من نافذة الجيران أو لو سمعناها ونحن في الشارع فنسرع الخطى عائدين لبيوتنا لنشاهد برامج اعتدنا متابعتها..
وحتى حينما كنا نهمل متابعة بعض البرامج كان يكفي ان نستمع لموسيقاها حتى نعرف ما هو البرنامج.. وربما واحد من أبرز عيوب برنامج صاحبة السعادة أنه له تتر مميز لا تخطئه الأذن وسط آلاف البرامج التي لن تعرفها من موسيقاها ولو استمعت لها عشرات المرات.. ليحفر البرنامج اسمه ضمن نفس قائمة البرامج الأكثر تأثيراً في نفوسنا.. أليس هذا عيب يلام على صناعه اتيانه في زمن الاستسهال والاسهال الإعلامي!
ثم هناك خطأ آخر في تلك الحلقتين تحديداً لا أعرف هل سقط سهواً أم عمداً.. فأين أول تتر لبرنامج صباح الخير يا مصر الذي لحنه العبقري الراحل عمار الشريعي والذي أبحث عنه بشكل شخصي ولا أجده.. وأين الموسيقى الشهيرة للبرامج التعليمية.. وأين برنامج أماني وأغاني واحد من أشهر البرامج الشبابية في التسعينات وأين برنامج البيت بيتك أخر برامج التليفزيون المصري المميزة والحقيقة أن هناك برامج أخرى كان لها شهرة كبيرة أو حتى متوسطة لم يتم الحديث عنها.. ربما لأن تراث التليفزيون المصري من البرامج الرائعة والمميزة لا حصر لها ويصعب أن يقدم في حلقة واحدة.. أو حتى حلقتين رغم أهمية تأريخ هذه البرامج.. لكني أتمنى حقاً حلقة أخرى بها ما لم يتم الحديث عنه من برامج وما لم نسمعه من موسيقاها.. وما لم نعرفه عن كواليسها..
وكذلك قبيل رمضان حلقة عن أشهر برامج رمضان وأولها "يا تليفزيون يا" نفسه الذي تم المرور عليه سريعا جدا.. وأيضا هناك برامج إذاعية كبيرة وشهيرة كنا ننصت لها في اهتمام.. ومسلسلات الإذاعة التي لا نعرف مصيرها.. فهي أيضا محل ذكريات هامة لدينا.. وأينعم هذه الحلقات سوف تثير فينا شجن الذكريات وتذكرنا بماض رحل.. وربما بأحباب فارقونا.. ولحظات نتمنى لو لم تفارقنا.. لكننا لا يمكننا الآن أن نقاوم فرط الحنين لها.. فقد فتح باب النوستالجيا ولن ينغلق في هذا البرنامج..
فهل يصلح أو يجوز أو مقبول أو ممكن أن نسمح لصاحبة السعادة أن تبخل علينا بمزيد من الحنين لذكريات من زمن فات!
وبعدين تقولي البرنامج مالوش عيوب!