خبراء لغة جسد: مشاعر متضاربة سيطرت على سعد الحريرى خلال حوار المستقبل
«الحريرى» خلال حواره على قناة «المستقبل»
على مدار نصف ساعة تقريباً، عاش رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل، سعد الحريرى، جميع المشاعر تقريباً من سعادة وحزن وإحباط، ومر بلحظات من الصدق وأخرى من عدم الجدية، كل هذه المشاعر فسّرتها لغة جسده خلال الحوار الذى أجراه مع بولا يعقوبيان، مذيعة قناة «المستقبل» اللبنانية، أمس.
محمد حسن، خبير لغة الجسد، حلل، لـ«الوطن»، حوار «الحريرى» من خلال حركات جسده حيث قال إنه كان فى المجمل هادئاً جداً، إلا أن علامات الإحباط وفقدان الأمل ظهرت عند حديثه عن الوضع الحالى فى لبنان، وبدا عليه ذلك فى إشارات تدنى جانبى الفم، فحينما يتسعان يقال إن هذا الشخص متفائل وعندما يضيقان يكون العكس تماماً، مضيفاً أن نبرة صوته كانت هادئة ومتزنة لكى يوضح أنه غير مضغوط بأى شكل ويتحدث بأريحية.
وأكد «حسن» أن «الحريرى» بدت عليه علامات الصدق عند حديثه عن الجهود المبذولة فى الأزمة اللبنانية، لكنها مشبعة بالحزن، ما يدل على أنه قد يرى أنها جهود غير مثمرة، كما ظهر الصدق فى أريحيته خلال اللقاء وعدم وجود إشارات قلق عند الحديث عن علاقته بملك السعودية سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد محمد بن سلمان.
وتابع: الحريرى استخدم يديه كثيراً أثناء الحديث وهذا من علامات الصدق، حيث تتفاعل اليدان مع الجسد لتؤكدا على ما يقوله المتحدث، مقارناً ذلك بخطاب أمير قطر «تميم بن حمد» الذى كان فى شهر يوليو الماضى وظهر فيه دون أن يحرك يديه، ما يدل على أنه غير صادق فيما يقول: «وكأن إيده متكتفة متحركتش خالص»، حسب تعبيره، فالجسد يتفاعل تلقائياً مع الكلام الصادق.
«حسن»: كان متوتراً ومنفعلاً ومحبطاً وحاول تهدئة نفسه بـ«شرب المياه» وحركة عينيه الكثيرة تدل على قلقه من الكلام حول طريقة استقالته.. و«السعيد»: معتز بنفسه وبدا عليه الإرهاق من كثرة التفكير
وأضاف أن رئيس الوزراء اللبنانى المستقيل بدت عليه علامات التوتر، وقام بمحاولات لتهدئة نفسه عند الحديث عن الأسلوب الذى تمت به استقالته، وتجلى ذلك من خلال قوله للمحاورة إنها تقاطعه كثيراً كما أنه «مسك كأس الماء وشرب بيديه» فى محاولة لتهدئة نفسه، مشيراً إلى أن حركة عينيه الكثيرة تدل على قلقه من الكلام حول طريقة استقالته.
وأوضح خبير لغة الجسد أن «الحريرى» لم يكن صادقاً فى الغالب عند قوله إنه هو بنفسه مَن كتب بيان استقالته الذى أذاعه من الرياض، وظهر ذلك من خلال نظره للأرض كثيراً «وبلع ريقه» أكثر من مرة، لأنه لا يوجد أمر يدعو لذلك بعد أن شرب المياه وليس موجوداً فى مكان حار يجبره على العطش لذلك لا يوجد مبرر غير التوتر وعدم الصدق عند الحديث فى هذه النقطة.
وقال «حسن» إن سعد الحريرى كان صادقاً عند حديثه عن أنه مهدد طوال عمره ويعيش حياة مهددة، كما عبَّر جسده عن خلافه الشديد مع «حزب الله» عندما تطرق للحديث عنه وظهر ذلك من خلال تشبيكه لليدين وغلقه لمساحة صدره «قفلة الجسم» كما يقال عنها، تدل على أنه مختلف معهم وغير متقبل لهم.
وأشار خبير لغة الجسد إلى أن الحريرى لم يكن صادقاً فى الحديث عن العودة إلى لبنان وتجلى ذلك من خلال ضم الشفتين وسحبهما للجانبين ما يسبب ارتفاع الخدين نسبياً، وهذا دليل على أنه غير واثق مما يقول، لكن رغبته فى العودة قوية لأن عينيه اتسعتا، كما أنه مستعد للعودة إلى منصبه، فحينما سألته المحاورة عن إمكانية عودته لمنصبه «فرد صدره، وضهره اتنصب وحدث انفتاح تلقائى» ما يدل على تقبله للفكرة جداً.
من جانبها، قالت رغدة السعيد، خبيرة لغة الجسد، أن الحريرى معظم اللقاء كانت تنظر عيناه للأسفل فى الاتجاه اليمين ما يعطى انطباعاً بالترقب والحذر، كما أن إمساكه بالقلم يعتبر نوعاً من التحكم فى التوتر، وكانت حركة يديه دفاعية فى معظم الحديث من خلال ضم الأصابع وتحريكها أمام الصدر، وأيّدت «السعيد» عدم صدقه فى الحديث عن العودة إلى لبنان خلال أيام حيث انخفض صوته ولم يكن هناك اتصال مباشر من العين.
وأضافت أن استخدامه لاسمه «سعد الحريرى» والحديث عن نفسه بـ«أنا» مصاحبة بالإشارة إلى صدره دليل على اعتزاز بالرأى والنفس، كما أنه فى العموم لم يحدث اتصال العين لمدد طويلة واعتمد على الرمشة المطولة، ما يدل على تعرضه لتعب أو إرهاق أو تفكير كثير.