فجأة أصبح كل من يملك أكونت على الفيس بوك يرى في نفسه نجم النجوم في الإعلام ليسجل لنا فيديو بهاتفه المحمول من زوايا تصوير مريبة وغريبة وربما مستفزة أحياناً ويقدم لنا إما نصائحه اللوزعية في الحياة.. أو يقدم اسكتش كوميدي لا يضحك عليه أحد سواه..!! والجميع يتصورون أن بضع عشرات من اللايكات أو الكومنتات هي كفيل لاثبات نجاحهم.. لكن دعونا نؤكد أن السوق لا يعترف إلا بالأرقام.. فعدة آلاف من المشاهدات لن تتساوى أبداً مع عشرات الآلاف من المشاهدات واللايكات والكومنتات..
ثم أين الضحك الذي تقدمونه لنا.. فوالله الذي لا إله إلا هو لقد حاولت أن أبذل قصارى جهدي باحثا عن أي ابتسامة واحدة فقط اقدمها لكل من يقدم لنا اسكتش تحت عنوان كوميدي ولم أجد في مخزون الابتسامات لدي سوى ابتسامات صفراء باهتة لا تسمن ولا تغني من جوع.. حتى أن بعض هؤلاء صرت أمحوا فيديوهاتهم قبل أن أشاهدها.. قائلا بيني وبين نفسي.. ارحما من خفة دمك فاللي بتعمله فينا ده حرااااام.. لكن يبقى أن هناك بعض قليل جدا هم من يقدمون فيديوهاتهم بتلقائية شديدة.. وحين تكون تلقائي وبسيط وصادق ستصل حتما وإن طال التعب..
لهذا وجدتني بين ليلة وضاحها أدمن مشاهدة فيديوهاتها.. نعم إنها صاحبة عنوان المقال وهي رغد سمير.. ابنة الاسكندرية التي تقدم فيديوهاتها عبر تقنية سناب شات فيتغير شكلها وصوتها لشكل وصوت كوميدي يخدمان خفة دمها الحقيقية.. فتكسب بالفعل قلوب كل من يشاهد فيديوهاتها..
كان أول فيديو صادفني وأنا (معترف) افتش خلف أكونت حبيبة قديمة تدعي نسياني لكنها لا تفتئ تذكرني بين الحين والآخر وكان منشور لديها ثم وجدت آخر منشور لدى طرف يخصها وعلقت هي على الفيديو باشارة لي حيث كان بطل الفيديو يحمل اسم "ماجد" وقد تم عمل شير له حيث تتحدث رغد عن عيوب شخص يدعى "ماجد" لتقول حبيبتي سابقاً للطرف الآخر ساخرة "ما بلاش الاسم ده".. لترد عليها ضاحكة بقولها "آه معلش مخدتش بالي"..!!
وهنا أثارت رغد انتباهي فنسيت حبيبتي وصديقتها ودخلت صفحة رغد التي تقترب الآن من مليون متابع (اللهم لا حسد) لأجد كم هائل من الفيديوهات التي ما إن تسمعها حتى تشعر وكأن رغد ممثلة محترفة تجيد أداء الدور الذي تلعبه حتى أنك تصدق أن كل اسم تذكره في كل فيديو هو حبيبها الفعلي..
ومن فرط تلقائيتها وصدقها تشعر وكأن ما تقدمه هو اسكربت كوميدي كتبه أحد المحترفين لها فتقدمه هي باحتراف أشد ليخرج بالصورة التي نراه بها.. لكن واقع الحال أن رغد تستمد أفكار فيديوهاتها من رسائل المتابعين وحكايات البنات التي لا تنتهي وأغلبها به كم من السذاجة يؤدي حتما بالبنت للاصطدام بواقع مرير اسمه زمن المجتمع الذكوري.. حيث يخطئ الذكر فلا يعاقب وتخطئ الأنثى فتعلق لها المشانق..!!
وحيث يبيح الذكر المتحرش لنفسه التحرش بأي أنثى فقط لأنه رأى جزءا من جسدها.. وربما بدون أن يرى فقط لأنها أنثى.. وهذا لأن الرجولة فقدت معناها بعدما استبدلنا الأخلاق بالمظهر.. فصار التدين الظاهري أهم من السلوك فلم يعد هناك اندهاشا أن تجد ملتحي متحرش وربما مغتصب.. فاللحية لديه مجرد مظهر فقط وليس أكثر..
لذلك يقدم مجتمعنا بعيوبه وسلوكياته الخاطئة مادة خام لرغد لتقديم اسكتشات كوميدية شديدة الروعة من وجهة نظري وتستحق أن تضع رغد في مصاف نجوم الكوميديا الكبار.. بل أعتقد لو أن هناك كاتب محترف كتب لها سيت كوم مميز لتقدمه بنفس الشكل والصورة شريطة أن يكون مواقف قصيرة جدا ويركز على مواقف محددة مع سيناريو لطيف لأحوال الشارع المصري فسيكون هذا عمل فني رائع ربما ينافس أعمال كبار نجوم الكوميديا.. كما يمكن أن يحدث خلط بينها وبين شخصيات كوميدية أخرى أبرزها من وجهة نظري الكاركتر الذي تشتهر به الفنانة الجميلة إيمان السيد..
فهل تفعلها رغد أم تبقى حبيسة الفيس بوك خاصة وقد أفرجت عن صورتها الحقيقة كثيرا في الفترات الماضية لنرى فعليا نموذج لبنت عصرية وجميلة ربما تستحق بالفعل أن تكون نجمة أمام الكاميرات..