«رحاب» تجاهد لإنقاذ ابنها: «هروح الصين»
«محمد» ينتظر العلاج
تواصل رحاب مشاهدة مقطع الفيديو الأخير لابنها قبل أن يسيطر المرض على أوصاله: «هات بوسة يا محمد»، يركض الصغير ذو السنوات الثلاث إلى أمه ليحتضنها ويطبع قبلته على خدها، كان ذلك قبل أن يصبح قعيداً، فيما يواصل مرض نقص المادة البيضاء فى مخه القضاء على أعصابه وحواسه شيئاً فشيئاً، تماماً كما حدث مع شقيقته الكبرى التى توفيت قبل عام وهى فى التاسعة من عمرها.
تعرضت للنصب من طبيب فأبلغت النيابة
«قبل ما بسملة تتوفى، كانت فقدت السمع والبصر والحركة وكل شىء».. هكذا رأت الأم مع طفلتها الكبرى ألواناً من العذاب، حرمتها من الاستمتاع بطفولة صغيرها «محمد»، الذى بدا لهم سليماً للغاية، أياماً معدودات عقب الوفاة، لم تكد الأم تفيق من الصدمة، حتى عاجلت ذات الأعراض ابنها «محمد»، لتبدأ الكرّة من جديد، تدور بين عيادات الأطباء: «ماخلتش دكتور فى إسكندرية ولا القاهرة»، لكن مزيداً من الابتلاءات كان فى انتظارها: «وقعت فى دكتور أوهمنى بعلاجه بالخلايا الجذعية، وأخد منى 50 ألف جنيه مقابل علاجه، خمس شهور تدهورت فيهم حالة الطفل، وإحنا بندفع، غير العمليات والألم».
أخبرها الطبيب الشهير فى النهاية: «مفيش فايدة، أنا بحاول فى أرض بور».. هكذا سارعت لتحرير محضر ضده، لكن مصيبتها مع صغيرها أنهكتها عن متابعة التطورات الخاصة بالبلاغ، ما زال صغيرها يرى، ينظر لها ويبتسم تلك النظرة التى تدمنها: «لحد دلوقتى مش لاقية علاج لمحمد، نفسى كل طبيب على وجه الأرض يسمع صوتى ويقول لى فيه أمل لعلاج ابنى، وأعرف مكانه، بدون نصب أو ضحك علينا، وهنروح له لو كان فى الصين، مستشفى متخصص أو مركز أو أى كيان ينقذ ابنى من الموت».