بين الشقاوة والشقا حَبِّة أمان
خايف تخونِّى الذاكرة
وانشر قميص دمى
فى عيون عدوة بتحرسك.
يا ضحكتى وهمى..
عايز أشوفك برَّه سور القصر
علشان اقولِك مره تانية وداع.
.................................
بينى وبينك إيه؟
نجمة بعيدة منوَّرة من عين شهيد؟
ولَّا حمامة بتندبح من غير نشيد؟
بينى وبينك إيه؟
جِدرك ضرب فى الدم واتسرسب غُنا وأحزان.
بين الشقاوة والشقا.. شهقة ولد بيحب
صهوة فرس بيشب
وانتِ شهية بترمحى جوه العيدان.
..................................
يا كُل غيط فى البلد يا طلَّة من عينى
يا كُل بيت فى البلد يا طلَّة من عينك.
بينى وبينك إيه؟
دَقة إدين ع الباب؟
إزاى أجيلك واشتهى بدنك
وماكنش طعم اللمون إنسان
وماكنش عيش القاهرة صابح؟.
دُقى على ننى
دُقى على سطوح البيوت أَعلام.
يا جذع توتة بينفلت منى
دمى بَلَد رمَّاح
دمى وراكْ طلقة هديل للأبد
زى الشقاوة والشقا.. زيِّكْ تمام.
يا بنت أشقَى من نباته بتتولد
وسط الهدد والبُور
ما تسمِّنيش عصفور
ما أقدرش ابوح لِكْ والوجع ف البوح
مغصوب اقولِك كل مرة وداع.
..................................
راح اللى راحل.. واللى جاى
والدم عيِّل صاحى من بدرى
وسارح فى الشوارع ناى
أنا مش بحبك زى عود نعناع
ماعرفش اقول ازاى
الدم راصد صبح بيشأشأ فى ضهر النخل
طفل بيزقزق فى عتمة بطن.
يا رَجْع صوتى لَمَّا اكون فى الغيط
أنا رَجْع صوتك لما اكون باحلم.
باعرف أغنى والبراح مكسور
واعرف أضمك والغيلان صاحيين
فماتكتبيش اسمى على وردة:
(كان ياما كان
كان الوطن ساقية حليب.. بستان
فرس نافر فى عُشب الله
وَلَد شايل جواب للبنت
وانا وانتِ كُنا طيور..
شُوفى افترقنا ازاى؟).
................................
بين الشقاوة والشقا نصْل الجبان دَبَّاح
والسجن أوسع م العواصم لما تستفرَد بحلم.
يا حزن أعلى م الصهيل
يا طفلة هجَّه م الرضاع.. فكرة وطن
الحضن عارى من البدن
امتى هنتلاقى
علشان اقولك كل مرة وداع؟
ــــــــــــــ
القاهرة 1992