أحلام «هند» وأخواتها على رصيف المنيب: بنبيع لعب أطفال عمرنا ما لعبنا بيها
«هند» وشقيقاتها يبعن لعب أطفال قديمة
ضحكات بريئة تخرج من قلوبهن أثناء لعبهن بالعرائس المتهالكة المرصوصة أمامهن على رصيف المنيب بالجيزة، تجلس الشقيقات الأربع بالساعات فى انتظار الزبائن، وإذا أتى مشترٍ، تتبدل طفولتهن البريئة إلى مسئولية، حيث يتصرفن بحنكة البائعين للخلاص من بضاعتهن المتراكمة، وما أن ينصرف الزبون حتى يعدن إلى قواعدهن ويواصلن اللعب بالعرائس القديمة.
تسند «آية»، 8 سنوات، رأسها على سيارة رمادى مركونة خلفها، تنظر لشقيقاتها الثلاث من أعلى بطرف عينيها، وهى ممسكة برأس عروسة منفصل عن الجسد، تحكى بنبرة توحى وكأنها شابة كبرت على ألعاب الأطفال: «أيوه زمان كنت بحب ألعب بالعرايس، لكن دلوقتى بحاول أركب رأسها فى جسمها عشان تتباع». تدرس «آية» بالصف الثانى الابتدائى، لكنها تعلمت من السوق أكثر مما تعلمته فى مدرستها، تحكى عن دروس السوق: «اتعلمت كتير قوى، بقيت أعرف أبيع»، ببراءة تتلعثم فى الكلام، ثم تضحك قائلة: «أنا لما أكبر هبقى مهندسة»، فترد شقيقتها «ندى»: «وأنا نفسى أبقى دكتورة علشان أعالج الناس»، وهو نفس حال «هند»، أما «فاتن» فلا تحلم بوظيفة معينة. تلقى عليهن أمهن السوهاجية «أُم كريم» التى ولدت فى المنيب، نظرة تجمع معانى ومشاعر مختلطة ما بين الشفقة والحزن والأمل: «وأنا صغيرة قدهم ما شُفتش يوم حلو، لكن عندى أمل ربنا يكرمهم، وراضية باللى يقسمه ربنا وبالمكتوب». العروسة قبل البيع تساوى جنيه ونصف الجنيه، مكسبها لا يتخطى الـ50 قرشاً: «الدنيا غالية على الناس كلها وعلينا، لكن أدينا بنشتغل وبنتعلم كل يوم من السوق اللى ماخدناش منه غير الشقا والغلب والمرار اللى إحنا فيه».