مسرح «نادى 23 يوليو»: مبنى مهجور.. وغرف عديمة المرافق تسكنها الفئران
مسرح «نادى 23 يوليو» يعانى من الإهمال
«ده مبنى مهجور إيجاره جنيه واحد فى الشهر، بقاله أكثر من 70 سنة مستأجر من أصول وممتلكات الدولة، ولا يسكنه سوى الحشرات والفئران والقطط»، هكذا وصف كبار السن والمثقفون من أهالى مدينة المحلة بالغربية، مبنى مسرح نادى 23 يوليو الذى تحول لوكر يضم غرفاً عديمة المرافق والخدمات.
المسرح المذكور يقع على مساحة تزيد على 1600 متر مربع بميدان البندر فى قلب المدينة العمالية، إلا أنه يلقى تجاهلاً تاماً من معظم الجهات التنفيذية ومسئولى وزارة الثقافة وأعضاء مجلس النواب، الأمر الذى أدى إلى اندثار العروض الفنية والاستعراضية والثقافية، واختفاء فرق العروض المسرحية بسبب إغلاقه لمدة تجاوزت الأربعين عاماً. «أصبحنا فى أزمة حقيقية تهدد زمن الفن الجميل والمواهب الشابة، التى تمتهن الفنون المسرحية والتمثيلية والتى تحرص على مزاولة نشاط فن راقٍ يليق بأذواق الحس الوطنى» كلمات قالها المخرج المسرحى هشام القاضى، أثناء حديثه عن مسرح 23 يوليو الذى تحول وفقاً لوصفه لـ«كارثة بمعنى الكلمة وصداع مزمن فى رأس الأدباء والمثقفين كافة، طوال أكثر من 4 عقود مضت».
وبحسب «هشام»: «تعبنا من المسئولين اللى عللوا مواقفهم، بأن المسرح تابع لبلدية مجلس مركز ومدينة المحلة، على الرغم من أن جميع الأدباء والمثقفين شاركوا طوال الـ3 سنوات الماضية فى وضع تصور راقٍ لإعادة إحيائه من جديد، من خلال تطويره وترميمه بالجهود الذاتية».
وأشار إلى أنه حاول التوجه أكثر من مرة للقاء عدة محافظين بالغربية، سبق أن تولوا المسئولية وصنع القرار، إلا أنهم تخاذلوا فى تلبية مطالب المثقفين، التى تلخصت فى توفير دعم مالى لتطوير وتوسعة المسرح، وإنشاء مرافق وخدمات لغرفه المهجورة، بحسب قوله.
«القاضى»: يعانى التجاهل والإهمال منذ 4 عقود.. و«الحسينى»: خاطبنا مجلس الوزراء لإعادة افتتاحه وتجهيزه
وقال الفنان المسرحى سيد الحسينى، إن مسرح 23 يوليو تم إنشاؤه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث ظل منارة لنشر الفنون المسرحية لعدة سنوات، أسوة بمسرح بلدية طنطا الذى تم تطويره مؤخراً. ونوه بأن الأدباء والمثقفين تواصلوا مع شخصيات فنية وعامة لها قبول واحترام لدى مجلس الوزراء ووزارتى التنمية المحلية والثقافية للحفاظ على هوية المسرح، وسعياً لافتتاحه فى ثوب جديد لمواجهة الأفكار الهدامة وتعريف الجميع بقيم الوطن التراثية المتأصلة فى وجدان أبنائها.
وفى السياق ذاته، قال جابر سركيس، مدير هيئة قصور الثقافة بالغربية، إنه شكل لجنة ضمت عدداً من الفنيين والمتخصصين فى تطوير وإنشاء المسارح التراثية لتطوير المسرح المشار إليه، مضيفاً: «أجريت زيارة له للتوقف على حالته، فوجدته بلا مرافق أو خدمات ومتهالكاً بالكامل، وهو ما أصابنى بحالة من الوجع والحزن بسبب الدمار الذى طاله».
وكشف «سركيس» فى حواره لـ«الوطن» عن أنه يواجه سلسلة من العراقيل، تكمن فى تأخر الإجراءات الإدارية اللازمة لتسلم المسرح وإشراف هيئة قصور الثقافة عليه، سعياً إلى تطويره وإعادته للخدمة مرى أخرى فى أسرع وقت، موضحاً أنه خاطب رئيس مدينة المحلة لإنهاء تسليم غرف المسرح وتوسعته، إلا أنه امتنع بدعوى عدم استيفاء شروط أوراق التسلم، حسب قوله. من جانبه، أصدر اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، توجيهاته إلى اللواء طلعت منصور سكرتير المحافظة، بضرورة التنسيق مع المحاسب أحمد عبدالسميع، رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، بتشكيل لجنة عاجلة استعداداً لتسليم المسرح بالكامل إلى وزارة الثقافة فى القريب العاجل، وذلك لتلبية احتياجات المثقفين والأدباء أسوة بمسرح مدينة طنطا. كما شدد المحافظ فى توجيهاته على ضرورة التنسيق الكامل مع هيئة قصور الثقافة، والتأكيد على توفير سبل الدعم لهم فى سبيل تطوير المسرح، وطرح سبل وآليات تستهدف نشر مبادئ الفنون المسرحية بين المواهب الشابة خلال المرحلة المقبلة. وأعلن أحمد عبدالسميع رئيس المدينة العمالية، أنه سيجرى لقاء موسعاً مع مدير هيئة قصور الثقافة بالغربية، لوضع الجدول الزمنى اللازم لتسليم المسرح إلى وزارة الثقافة، ونقل تبعيته لها بصورة كاملة، مع الإشراف على إدارته حفاظاً على الصالح العام.