داليا زيادة: لا توجد عمليات اختفاء قسرى.. والقيادة السياسية تتعامل بقيم شريفة وإنسانية حتى مع الإرهابيين
داليا زيادة
أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، أن مَن يتربصون بمصر عن طريق نشر الأخبار الكاذبة والتقارير المغلوطة يريدون تحجيم نجاحاتها، خاصة فى ملف العلاقات الخارجية، وقالت «زيادة»، فى حوارها لـ«الوطن»: إن الغرب، وخصوصاً الدول الأوروبية، لديه حساسية تجاه المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان، لهذا يدّعى هؤلاء أن مصر جحيم بالنسبة لحقوق الإنسان، نافية وجود «الاختفاء القسرى» فى مصر.. وإلى نص الحوار:
كيف تؤثر التقارير الدولية حول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر على مشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- منذ 30 يونيو، هناك تربّص عالمى بمصر، وكأنه عقاب لها على نجاحها فى الإطاحة بالإخوان من الحكم، ولهذا التربص ذراعان وهدف: الذراعان هما وسائل الإعلام، والمنظمات الدولية العاملة فى حقوق الإنسان، أما الهدف فهو تأجيج الصراع الداخلى، ويا حبذا لو كان هذا الصراع على أساس طائفى أو دينى، لتتحول البلاد لقطعة جحيم ويعاد رسم حدودها فى إطار نظرية الفوضى الخلاقة، مثلما حدث فى العراق وسوريا وليبيا واليمن.
مدير «دراسات الديمقراطية»: هناك تربّص بمصر وكأنهم يعاقبونها على الإطاحة بـ«الإخوان»
وبماذا تردّين على مَن قد يتهمك بالتضخيم استناداً لنظرية المؤامرة؟
- المؤامرة قائمة ويتم تنفيذها بالفعل، ولهذه التقارير أثر كبير بالتأكيد، حيث إن تقييم وضع مصر فى ملف حقوق الإنسان يترتب عليه الكثير من الأمور فى علاقاتها الخارجية، فمثلاً هناك دول مثل الولايات المتحدة لديها قوانين تحظر بيع الأسلحة أو تقديم مساعدات اقتصادية أو قروض مع دول لديها ملف سيئ فى حقوق الإنسان، كما أن تشويه مصر فى هذا الملف يجعل من الصعب عليها الحصول على المناصب المهمة فى الهيئات الدولية، وتكون صاحبة قرار داخل المجتمع الدولى، وبالتالى فإن المنظمات الدولية الآن تُستغل كسلاح قوى لإضعاف مصر، وهو سلاح غير تقليدى، لكنه مؤثر جداً، ويجب الحذر منه.
ما حقيقة وجود ظاهرة الاختفاء القسرى فى مصر، من وجهة نظرك؟
- أؤكد أنه لا يوجد أى ممارسة لعمليات اختفاء قسرى، فالاختفاء القسرى هو عملية اختطاف ممنهج تقوم بها السلطة ضد معارضيها وتخفيهم فى أماكن سرية، وتقوم باغتصابهم وتعذيبهم ثم قتلهم، والسؤال هنا: لماذا تحتاج القيادة السياسية الحالية لهذا العمل البشع فى الوقت الذى تتعامل فيه بقيم شريفة وإنسانية حتى مع الإرهابيين، منذ أربع سنوات، وفى الوقت الذى أطلق فيه الرئيس السيسى برنامج العفو الرئاسى للإفراج عن أكبر عدد ممكن من المحبوسين؟!، ربما كنت سأصدق هذا الكذب لو قيل قبل ثورة يناير، أما الآن فالأمر شبه مستحيل الحدوث، لأن الدولة المصرية اليوم تحترم سيادة القانون واستقلال القضاء.
الشرطة طوّرت نفسها خلال السنوات الماضية وإنشاء قطاع حقوق الإنسان أكبر دليل
وهل تغيرت الشرطة الآن مقارنة بما قبل 25 يناير؟
- نعم، الشرطة المصرية طوّرت نفسها كثيراً خلال السنوات الماضية، مع إنشاء قطاع حقوق الإنسان، وتفعيل دور قطاع الإعلام بـ«الداخلية»، ويتم تدريب الضباط على حفظ كرامة المواطنين، بمن فى ذلك المسجونون أو المتهمون، وأصبحت الشرطة تُسهم فى حملات فى الشارع تساعد الجماهير على معرفة حقوقهم ومكافحة الظواهر السلبية، مثل التحرش وممارسة العنف، وتشجعهم على المشاركة السياسية.