- كان فقيراً معدماً، بدأ من الصفر كعامل فى أحد المصانع، كان يحمل قلباً طيباً وهمة عالية ومرونة عقلية كبيرة.
- بدأ يعمل فى تصنيع الكرتون، كانت بدايته بسيطة جداً، توسع حتى أصبح صاحب مصنع للكرتون.
- فى يوم من الأيام ذهب لعيادة مريض فقير فى المستشفى بالإسكندرية فوجد كرتونة ملقاة فى المستشفى، قرأها على عجل وجد أنها تخص شركة تعمل فى المنصورة، قال لنفسه بحسه التجارى: ما دامت هذه الشركة قد وصل نشاطها التجارى إلى الإسكندرية فلا بد أنها مشهورة وموجودة بقوة على الأرض، التقط رقم تليفون الشركة من على الكرتونة، تحدث إلى مديرها تليفونياً، تعاقد معه وأصبح أهم وأفضل زبائنه.
- قال لنفسه بعدها: كل ذلك ببركة عيادة المريض الفقير لوجه الله، وكأن الله يقول له: أنا أكرم منك، أكرمت عبدى المريض بعيادته فوجدتنى عنده، لتنهمر عليك جوائز السماء وبركاتها.
- فى المستشفى تختلط لحظة الميلاد بالوفاة، ففى قسم الولادة يولد بين الحين والآخر طفل، وفى قسم الأورام أو الكبد يموت بين الحين والآخر طفل، وفى المستشفى تجد رجلين فى طابور أمام الموظف الإدارى، أحدهما يستخرج شهادة ميلاد لابنه، والذى يليه يستخرج شهادة وفاة لأبيه، الموت والحياة، هما أعظم سنن الله الثابتة «الَّذِى خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ» الموت والحياة يمتزجان امتزاجاً لا يمكن الفصل بينهما ليس فى هذه الآية فحسب ولكن فى الحياة أيضاً، وقد يموت فى أسرة واحدة وفى نفس الأسبوع مريض ويولد طفل ويتزوج شاب، وفى الطريق الواحد تجد جنازة تسير يتخللها نحيب وبكاء، ويمر إلى جوارها موكب يحمل أثاث الزوجية تتخلله زغاريد وأفراح، وفى الحروب تجد أهازيج النصر وأفراحه تتخللها أحزان وآهات وآلام أطفال الشهداء اليتامى والأرامل والثكالى الذين لا يشعرون بطعم للنصر ولا يتذوقونه.
- أمر هارون الرشيد بحبس رجل فى جناية فسأل عنه الرشيد بعد سجنه فقيل: هو كثير الصلاة والدعاء فقال: اعرضوا عليه أن يسألنى إطلاق سراحه، فلما ذكروا له ذلك قال: قولوا لأمير المؤمنين إن كل يوم يمضى ينقص من محنتى، والأمر قريب والموعد الصراط والحكم العدل هو الله، فخر الرشيد ساجداً وأمر بإطلاق سراحه.
- سأل أعرابى شيخاً: متى يموت القلب فقال: بموت المحبوب فرد الأعرابى قائلاً: وماذا لو كان المحبوب لا يموت، فقال الشيخ: هذا حب تحيا به القلوب.
- مريم بنت عمران عليهما السلام تمنت الموت قائلة «يَا لَيْتَنِى مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِياً»، ولم تعلم أن فى بطنها «نبياً» عظيماً من أولى العزم من الرسل، بعض الكربات قد تحمل فى طياتها كرامات وهبات، فلا تيأس إن وقع بك بلاء أو طال عليك ابتلاء.
- فى بعض أدعية النبى «أعوذ بك منك»، وفى بعض أدعية النبى «صلى الله عليه وسلم»: «اللهم أنا بك وإليك»، كلاهما دعاء جامع يعنى: أنا بك، أى قائم بك، كل شىء نجحت فيه بفضلك، كل خير سيق إلىّ بكرمك، كل عمل أتقنته بفضلك ومنتك، لا حول لى إلا بك، ولا قوة لى إلا من قوتك «لا ملجأ منك إلا إليك».
- لكل مرض «طبيب» وكذلك لكل محب «حبيب»، فكما تختار لمرضك أفضل طبيب، اختر لقلبك أفضل حبيب، وهل هناك أفضل من محمد «صلى الله عليه وسلم» وكذلك سائر الأنبياء وحوارييهم.
- الانتصار على الأثرة والأنانية ليس معركة يوم ولكنه معركة عمر بأكمله، وهذا النصر يستحق كفاح العمر.
- من أجمل ذكريات الطفولة أنك تنام فى أى مكان فى المنزل، ولكنك تستيقظ وأنت فى سريرك، كلما تذكرت ذلك على قلبك ولسانك أن يهتفا بصوت العرفان «رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً».
- توفيت ابنتها الصغيرة بعد جراحة فى القلب، ابتسمت ابتسامة حزينة بعد أن أغمضت عينيها المملوءتين بالدموع قائلة لنفسها: هناك فى الآخرة سأطرق باب الجنة وستفتحه لى ابنتى الصغيرة: هكذا يحول أهل الرضا المحنة إلى منحة والبلية إلى عطية، ويركب العارفون بالله جواد الرضا الذى هو أعظم من حمار الصبر، وهو جواد لا يكبو أبداً.
- بدلاً من أن تكتب على محلك أو صيدليتك «مغلق للصلاة» اكتب «سبقناك إلى الصلاة فالحق بنا»، فهذا أكثر إيجابية ورشداً.
- إذا أردت أن تخطط لعام ازرع أرزاً، وإن أردت أن تخطط لسنوات ازرع شجراً، وإن أردت أن تخطط لعمر وحياة كاملة ازرع علماً وحكمة وخلقاً فى قلب الأطفال، تربية وتعليم النشء أعظم خطط المستقبل، ونقش الإيمان والأخلاق على قلوبهم أعظم حسنة تسديها إلى وطنك.