ربما نفكر نحن فى عدد أهداف نجمنا الكبير الموهوب محمد صلاح وشكلها وطريقة إحرازها، لكن من المؤكد أن آخرين سيفكرون بطريقة مختلفة.. خصوصاً أن ظاهرة محمد صلاح تجاوزت حدود التشجيع الكروى العادى وأصبح الهتاف له وفى نشيد علنى تم تلحينه كاد يتحول إلى «السلام الوطنى» لفريق ليفربول، الذى يقول فى مطلعه «لو سجل مزيداً من الأهداف سأصبح مسلماً»!
«الجارديان» البريطانية تقول إن «محمد صلاح وزملاءه المسلمين فى الدورى الإنجليزى استطاعوا تغيير نظرة البريطانيين تجاه الإسلام»، وأحياناً تكون تقارير وتحقيقات الصحف الكبرى بهدف التحريض، خصوصاً أن الأمر لم يتوقف عند «الجارديان» التى خرجت بنفسها عن سياق التقييم الكروى للاعب وانتقلت إلى التفتيش فى الظاهرة وأبعادها الاجتماعية!
الاهتمام بالظاهرة انتقل من الصحف البريطانية إلى الصحف العالمية، بل وإلى واحدة من أشهر صحف العالم وهى «واشنطن بوست» التى بلغ حد ملاحظاتها إلى القول إن محمد صلاح أثر فى السلوك المتعصب بل والعنصرى للجمهور الإنجليزى! وعندما نعرف أن هذا الجمهور هو الأكثر تعصباً فى العالم وأكثر جماهير الكرة عنفاً، وعندما نعرف أن غالبية البريطانيين يشجعون ويهتمون بدرجة أو بأخرى بكرة القدم نعرف حجم التأثير المباشر لمحمد صلاح فى بنية وتركيبة «بريطانيا العظمى» سابقاً!
العنصرية ليست فقط وليدة ميراث أفكار استعمارية عنصرية ترسخت فى أذهان الشعب البريطانى جيلاً وراء آخر، إنما هى أيضاً مسار تغذية المنظمات الصهيونية التى من مصلحتها استمرار حالة الحشد السلبى ضد العرب والمسلمين فى كل أنحاء العالم، خصوصاً الدول الكبرى، خصوصاً خصوصاً إذا كان المؤثر من مصر.. البلد المستهدف على الدوام من بريطانيا ومن العدو الإسرائيلى على السواء إلى حد وجود منظمة إرهابية صهيونية تسمى «لا فاميليا» أكبر اهتماماتها فى الأرض المحتلة هو جمهور الكرة والتعصب العنصرى ضد العرب!
«جون هوبكنز»، عميل المخابرات البريطانية، صدم الدنيا كلها قبل أشهر عندما اعترف رسمياً وهو فى الثمانين من عمره بأنه هو «نفسه» من قتل الأميرة ديانا!! وأن قرب نهايته ومرضه الشديد هو سبب اعترافه!! وأنه كان قاتلاً محترفاً لدى المخابرات البريطانية منذ عام 73 وحتى عام 99 قام فيها باغتيال 23 شخصية!! إلا أن هذه الشخصيات الـ23 كان من بينهم سيدة واحدة هى الأميرة ديانا!! رغم أنه وصفها بأنها طيبة وجميلة ولا تستحق القتل إلا أنه نفذ التعليمات الملكية العليا ضد سيدة كانت تهدد العرش البريطانى! والجميع يعرف أن مصدر الخطر على العرش البريطانى كان من تركيبة الأسرة العليا التى كانت ستختلط فيها بدماء مسلمة لارتباط الأميرة ديانا بعماد الفايد وكلام عن زواج سرى بل وكلام آخر عن حمل وطفل فى الطريق!
الكلام السابق يقطع كل كلام سبقه أو تلاه لأنه اعتراف من الفاعل نفسه رغم كتاب الصحفى البريطانى أندرو مورتون فى كتابه «مأساة الأميرة ديانا»، أو لجهد الصحفى ياسر الجزايرلى وكتابه بعنوان «أسرار مقتل ديانا نهاية أسطورة القرن العشرين»، أو نويل بوثوم الذى قدم كتاب «مقتل الأميرة ديانا»، ولا حتى الكتاب البارز الذى بُذل فيه جهد كبير وهو كتاب «كشف لغز اختطاف ديانا» للمؤلفة السعودية رانيا العمار التى أثبتت بالأدلة كذب كل الروايات، وأن «ديانا» خُطفت وقُتلت قبل الإعلان عن الحادث، وأن الجثة التى وجدت لم تكن لها!! أى هناك إصرار على التخلص منها بشكل حاسم قاطع لا تهريج فيه!
أما «الموساد» فلم يقبل بصدور كتاب، مجرد كتاب، للمفكر الراحل جمال حمدان يتحدث فيه عن «اليهودية والصهيونية»!! «فيتو» من دولة العدو الإسرائيلى صدر ضد كتاب قد يكشف حقائق مهمة رغم أنه سيصدر كموسوعة ضخمة فى أمة اشتهرت بعدم القراءة، وبالتالى فتأثيره محدود حتى لو انتقل إلى شاشات الفضائيات ووسائل الإعلام الأخرى لأن الكلمة الأولى والأخيرة للسلاح ولمن يسيطر على الأرض ويحتلها، لكن ومع ذلك رفضوا وقتلوا الرجل، واتهم شقيقه، اللواء عبدالعظيم حمدان، «الموساد» علناً وقال كلاماً خطيراً عن الملابسات السابقة للحادث وهى خطيرة وعن أشخاص فى السلطة طلبوا منه أن يقنع أخاه بالتوقف عن إنجاز هذه السلسلة، واتهم الرئيس مبارك بالإهمال فى حماية شقيقه، ثم تحدث عن أجانب سكنوا أعلى شقته واختفوا بعد الجريمة!! بقى القول إن اللواء حمدان مسئول سابق فى أحد الأجهزة المهمة وكلامه لا يصدر عن فراغ، كما تبقى الملاحظة الثانية وهى أننا نترك على شاشاتنا من يطعن علناً فى تاريخنا مثل يوسف زيدان وشركاه!!
السطور السابقة نكتبها ليس لاحتمال تعرض نجمنا الغالى لنفس التهديد لأن ما يقوم به مختلف والتعامل معه له أيضاً احتمالات مختلفة، كما أن هذه الطرق القديمة فى التعامل مع الخصوم تطورت فى كل مخابرات العالم، إنما نذكر السطور السابقة لنعرف كيف يفكر الأعداء وهم يفكرون فى كل صغيرة وكبيرة ولا يتركون شيئاً للصدفة، وبالتالى يجب علينا أيضاً عدم ترك أى شىء للصدفة، خصوصاً أن الأمر تتداخل فيه شركات للتسويق وشركات إعلانات ونجوم كرة قدم آخرون تسبب أداء محمد صلاح فى تراجعهم وتغير ترتيبهم وتبدل أسعارهم فى سوق كبيرة تديرها رأسمالية جشعة وربما بشعة، ولذلك نحذر من تلفيق قضايا أو تسريب إشاعات أو حتى ترتيب إصابات خطرة أو غيرها.. صحيح أن النادى يوفر للاعب الكبير أمناً خاصاً وتأميناً مناسباً إلا أن كل ذلك قابل للاختراق من أجهزة الأمن المختلفة!
محمد صلاح معشوق الجمهور العربى الآن فى كل مكان، وهو صاحب البصمة الأكبر فى الاحتراف العربى فى أوروبا، كما أنه لم يتخل أو يتنازل عن أى شىء من التزاماته تجاه بلده وأهله ولا عن سلوكه الشخصى ولا عن عادات الملاعب كالسجود شكراً لله عقب الأهداف ولا مدح وطنه عند كل فرصة ولكنها كلها عوامل تثير الأعداء أكثر مما ترضيهم. وكثيرة هى الأمور التى لم ننتبه لها لن نقول بعد فوات الأوان وإنما بعد فترة طويلة تغيرت فيها أشياء كثيرة جعل من استيعابها أمراً لا معنى ولا قيمة له!