من "الثورة" لـ"الانتخابات".. زواج بما لا يخالف شرع السياسة
من "الثورة" لـ"الانتخابات".. زواج بما لا يخالف شرع السياسة
عروسان في أحد اللجان الانتخابية
جرت العادة أن المنازل أو قاعات الأفراح هي الأماكن الطبيعية لاحتفال العروسين يوم الزفاف أو الخطوبة بين الأقارب والأصدقاء، الأمر الذي شهد تغير كبير في فترة الثماني سنوات الأخيرة، حيث تدافعت الأحداث السياسية الضخمة بداية من ثورتي يناير ويونيو مرورًا بعدد من الانتخابات البرلمانية والرئاسية، لنجد الثنائيات مُقبلة على الميادين وبؤر الاقتراع، بملابس الزفاف أو الخطوبة للاحتفال بصحبة أشخاص لا تربطهم بهم أي صلة قرابة أو معرفة إلا المشاركة في الحدث الوطني.
وشهدت الانتخابات الرئاسية الجارية، التي بدأت يوم الإثنين 26 مارس واستمرت ثلاثة أيام حتى اليوم الأربعاء توافد أعداد من العرسان بملابس الزفاف، آخرهم بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء حيث أدلى فادي مجدي عويس وعروسته سارة بصوتيهما قبل الاتجاه للاحتفال بعقد قرانهما، وهو ما لاقى ترحيب اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء الذي صادف تواجده باللجنة وشاركهم فرحتهم.
ومن أول أيام الانتخاب شهد مركز شرطة جرجا جنوب محافظة سوهاج حضور عريس وعروسة بملابس الزفاف، في آخر لحظات قبل إغلاق اللجنة للتصويت، وموقف مشابه أيضًا باليوم الثاني بمركز فرطوش محافظة قنا، ومنطقة سموحة بالإسكندرية حيث شدد العريس على أن الإدلاء بصوته واجب وطني حتى لو يوم الزفاف، كما شهدت لجنة مدرسة خالد الطوخى بشارع كلية الآداب بالمنصورة وصول عروس وعريسها وسط زغاريد السيدات الحاضرات للمشاركة والانتخاب.
تعود بداية تلك الظاهرة إلى ثورة يناير، حينما عقد عروسان على المنصة قرانهما وسط المتظاهرين يوم 6 فبراير، وقران آخر يوم 8 من نفس الشهر، حتى أصبح تقليد فيما بعد لأي حدث قومي، ليتكرر في أحداث سياسية أخرى مثل ثورة 30 يونيو، ويوم افتتاح قناة السويس الذي شهد احتفال عروسين بزفافهما في ميدان التحرير يوم 6 أغسطس 2015.
اخترع المصريون تلك الظاهرة بالتزامن مع تلاحم الأحداث السياسية واعتبار كل شخص جزء فارق منها، يحتاج الوطن لوجوده ومشاركته وصوته، وهو ما فسرته الدكتور سامية خضر صالح، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أنها رغبة في دمج الفرحة الذاتية بالفرحة العامة، فبداخل اللجنة الانتخابية لم تعد الفرحة بين الأهل والأقارب فقط إنما يشارك فيها كافة الحاضرين، وهو نفس ما حدث بثورة يناير التي امتلأت بالآمال في التغيير، ولمست قلوب المصريين بفرحة حقيقية دفعتهم لتكرار احتفالاتهم الأسرية مرة أخرى بأرض ميدان أو لجنة انتخابية.