هفا رقمي إلى رقم الحبيب
وعاود الاتصال بلا مجيب
كذلك تفعل الأرقام شوقا
فيا ويلاه من شوق القلوب
وكنت أظن قبل اليوم أني
سأسمع صوتها عما قريب
فلم تترك لآمالي سبيلا
أتوه به قليلا عن نصيبي
ولما اشتد هجر فيه صمت
وأنفاس أذيبت في لهيب
أتاني زائر في الليل يسعى
على جنبيه آثار الندوب
وأيقظني على خفقان باك
فقلت: أأنت يا قلب الحبيب؟ أأنت معذب حقا بحبي؟
ومشتاق إلى صوتي القريب
فقال: معذب فارحم عذابي
ولا تركن إلى الشك المريب
وآمن بي ولا تكفر بحبي
فإن الكفر سلطان الذنوب
وما نقم الحبيب على إلا
نضوج القلب والعقل الأريب
تحدثني كأني لست إلا
رضيعا يشتهي بعض الحليب
وما تدري بأني عشت عمري
وآلاف الصبايا في دروبي
عرفتك يا عذاب القلب فامضي
وإن سألوك قولي ما حبيبي
وإن سألوك ماذا صار؟ قولي
تهرب من هوى قلب كذوب
وإن سألوك كيف العيش بعدي؟
فقولي: فرحة وهنا قلوب
وإن سألوك ماذا عنه؟ قولي
وما شأن الغريبة بالغريب
وإن سألوك عما كان حبا
فقولي ما جرى أو لا تجيبي
فما كان الهوى إلا سرابا
عرفنا غشه عند المغيب!